الديوان » محمد حسين الغامدي » الظبية والنمر

عدد الابيات : 17

طباعة

يَـا ظَبْـيَةَ الْبَـانِ  ذَاتِ الْأَعْيُنِ النُّـجُلِ

تَمْشِـي الْهُـوَيْنَا  وَتَرْعَىٰ دُونَمَا وَجَلِ 

بَـدَىٰ لَـهَا  نَـمِـرُ الْأَحْـرَاشِ ذَا نُـقَـطٍ

وَكَـانَ يَتْـبَعُهَا فِـي السَّـهْلِ والْجَـبَلِ

دَنَـا إِلَيْـهَا بَطِيءَ الْخَـطْوِ فَابْتَسَـمَتْ 

تَـظَـنُّـهُ عَـاشِـقَاً يَـدْنُـو عَـلَىٰ خَـجَلِ 

رَمَـىٰ عَلَـىٰ جِيـدِهَا الْفَـتَّـانِ  رَاحَـتَهُ 

وَمِخْـلَبُ الـرَّاحِ مُـنْـسَلٌّ عَلَـىٰ مَـهَلِ 

وَكَـشَّرَ  النَّـابَ .. قَـدْ ظَنَّـتْهُ مُبْتَسِمَاً

دَنَـا لِيَـلْـثِــمَـهَا مِـنْ أَعْـذَبِ الْقُـبَلِ 

حَتَّـىٰ اسْتَـبَـانَتْ بِـأَنَّ الْجُـوعَ يَقْـتُلُهُ 

يَـرُومُ سَيْـحَ دَمٍ  أَشْـهَىٰ مِـنَ الْعَسَلِ 

وَعِـنْـدَهَـا أَدْرَكَـتْ أَنْ لَا مَنَـاصَ لَـهَا

آنَ الرَّحِـيلُ .. وَحَـانَتْ سَـاعَةُ الْأَجَلِ 

فَأَسْـلَـمَتْ  لِـنِـدَاءِ الْمَـوْتِ وَجْنَـتَهَا

وَدَمْـعُهَا سَـاجِمٌ مِنْ أَجْـمَلَ الْمُـقَلِ

جَثَـىٰ عَلَيْـهَا  وَكَـانَ الْمَـوْتُ ثَالِثَـهُمْ

فَـأَبْصَـرَ الْخَـدَّ مُـخْضَـلَّاً مِـنَ الْبَـلَلِ

رَثَـىٰ عَلَـىٰ حَالِـهَـا الآسِـيْ فَأَعْـتَـقَهَا 

وَقَـالَ كُـفِّـيْ عَـنِ الْأَنَّـاتِ وَارْتَحِـلِـيْ 

وَحَـاذِرِيْ فَـنُمُـورُ الْـغَـابِ تَـرْصُـدُنَا

وَلَـنْ يُغِـيثَـكِ  مَا أَعْدَدْتِ مِـنْ حِـيَلِ 

فَقَـامَتِ الظَّبْيَةُ الْحَسْنَاءُ  وَانْتَفَضَتْ

تُلَمْلِمُ الْفُـرْصَةَ الْكُبْـرَىٰ  مِـنَ الْأَمَـلِ

رَنَـتْ إِلِيْـهِ بِـطَـرْفِ الْـعَيْـنِ تَشْـكُرُهُ

لَـٰكِنَّـهَا مِـنْ عَظِـيمِ الْهَـوْلِ لَمْ تَـقُلِ 

وَأَطْـلَـقَـتْ  لِـفَـلَاةِ الْأَرْضِ حَـافِـرَهَا 

تُـسَـابِقُ الـرِّيـحَ فِـيْ عَـدْوٍ بِـلَا كَـلَلِ 

مَضَـىٰ النَّبِيلُ وَفِـي الْأَحَشَاءِ مَسْغَبَةٌ

وَذَاقَ فِي الْجُوعِ مَا أَفْضَىٰ إِلَىٰ الذَّبَلِ

وَأَصْبَـحَ الـنَّـمِرُ الْـمَنْـقُـوطُ مَفْـخَرَةً 

لِلعَـاشِقِينَ وَأَضْـحَىٰ مَضْرِبَ الْمَـثَلِ 

١٧ يوليو ٢٠٢٣ 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد حسين الغامدي

محمد حسين الغامدي

62

قصيدة

أستاذ جامعي بجامعة الملك سعود .. واستشاري قلب أجنة .. من مواليد عام ١٩٧٧م. أكتب الشعر منذ المرحلة المتوسطة .. وبدأت مؤخرا في نشر انتاجي الشعري في حسابي في يويتر .. الغالبية العظمى من هذا الا

المزيد عن محمد حسين الغامدي

أضف شرح او معلومة