الديوان » صالح المنديل » الخوف و العراق

الخوف و العراق 

عمان ٢٠٠٧

كيف يبرح الخوف صدور الخائفين

بل لا يترك الخوف صديقه

مذ قرون

تاريخنا عاش مع الخوف الاف السنين

نحن اخترعنا الخوف

في بلاد الرافدين

بابل و أشور

و عهد السومريون

كتبناه على الأحجار

في الواح طين

عشتار ما زالت تنتحب تموز 
ابداً على مر السنين 
:::

حتى مخافة الله شوهت

نخاف الله خوفا من سعير و جحيم

لا نخافه في حقوق الآخرين

اين فينا حرمة الجار 

و الذود عن الذمار 

او دم البريء

او حقوق الوالدين

الكل يصلي لنفسه

يحسب انه ناجي من الناجين

نخاف ان نقترف ذنبا

و الجميع في كل يوم مذنبين 

::؛؛

حتى الرضيع نطعمه خوفا و انين

و نرضعه من الماضي الحزين

نريعه من الظلام 

خوفا من غريب 

و نسقيه جرعات من  رعب السنين

و الحصبة و الجدري

و غدر الآخرين

لا امان بحوض الرافدين

حتى الجماد في بلادي يصرخ 

لا امان في بلاد الرافدين 

:::

نخاف و نبقى راقدين

من التهديد بالخوف 

نبقى راقدين

لا تحرك ساكنا 

تدركك كلاب الحاكمين

و ان انكرت على الحكام فعلاً

تسمعك اذان المخبرين

حتى جدران المنازل في العراق

طوع ايادي المخبرين 

:::

نخاف هلاك ابنائنا

و قد هلكنا اجمعين

نخاف على المناصب و المراتب

و العراق ينزف ثم ينزف

قد هاجر العقل الرزين

نخاف من الرزايا

و الخطوب لا تلين 

نخاف ان تهضم حقوقنا

و  الحقوق ضاعت من سنين

نخاف و نبقى ساكتين 

:؛؛

نخاف من الجوع

 من جور السنين

و اطفال العراق ابداً  جائعين

الخوف من قلة المؤن 

الخوف من السجون

الابرياء فيها منهكين

لا زال في العراق 

تعذيب في السجون

و سياط و جلاد و ظلم الآمرين

و حسبك ان تكون بين اللاجئين

او غريب في بلاد "الكفر"

يصليك الحنين

::

نخاف من يوم غد 

طول السنين

فالغد يوم احمق مجهول

عهدناه يعبث بالنوايا 

اكاد اخبرك بانه غدٍ حزين

قد الفناه على مر  النوائب و السنين

عهدناه حروبا و حصار

قد عرفناه بتفريق

الاحبة و البنين

كيف لا و  ابناء العراق

مهاجرين و مهجرين

::::

نخاف من الآخرين

الجميع لا يأمن الجميع

الآخرين غدر و عذر

او في ظهرك سكين 

ما ادراك بالآخرين

لصوص او رعاع مخبرين

و أهون ما يكونوا مرتشين 

..:::

نهتف بخوف الحاكمين

نهتف وان كنا مبغضين

نهتف و لو كنا كارهين

لأجل الخوف ليس الا هاتفين

السلاطين عقاب و سجون 

ولا ينجو من كان سجين

من عقاب الضالمين 

::::

الخوف من الفقر داء دفين

كيف لا نخاف و الرزايا يغص بها 

العراق من الشمال الى اليمين

كيف لا وفي العراق نازحين

و فيه بغاة ضالمين

الفقر اشباح في كوابيس الحالمين

لليس للفقر امان

و إن تهامس الرجال" و إن مرضت فهو يشفين"

:::

ربما نحن حتى في الخوف مخطئين

ليتنا نخاف من الجهل 

و علم الداجلين 

و العمائم و اساطير الأولين

ليتنا نخاف من شرور النفس

و نبحث وسط الظلام 

عن ادلة و براهين

نصف العراقيين للدولة عبيد

و الآخرين اطفال و نسوة

كل حين يُضلمون 

::::

فينا بقايا الرعب من قتل الحسين

و السبيات النساء

و السفاح و الذباح و الحجاج

يجني رؤوس الأبرياء

و جند هارون الرشيد و الغلمان

و المغول و التتار و الترك 

ثم الأنگليز اصحاب نجيمان

ابد الدهر يبقى الخوف و العراق تؤمآن

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح المنديل

صالح المنديل

127

قصيدة

طبيب و شاعر منذ ١٩٨٢

المزيد عن صالح المنديل

أضف شرح او معلومة