الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » فإذا أمن بعضكم بعضاً

عدد الابيات : 77

طباعة

سَر قلبي قولُ المليك الكافي

واطمأنتْ نفسي بلا ترجافِ

وابتشرتُ بالحق ما ضاع مني

ما خسرتُ (تحويشة) المُستاف

إن تعظيمي الآيَ تُمْليه تقوى

في فؤادٍ يقفو خطى الأسلاف

كم لأجل الآيات يَطرَبُ سمعي

كل نص له جَلالٌ ضافي

كم تَزيدُ الآياتُ قلبي ثباتاً

فيُرى في عِز وفي استشراف

كم تُسلي الآياتُ عبداً يُعاني

في الحياة ظلماً وسوءَ اعتساف

كم تُقوّي الآياتُ همة عبدٍ

كان يحيا مُشتت الأهداف

كم تُعزي الآياتُ روحاً دهاها

ما تُلاقي مِن جَور الاستضعاف

كم تشُدُ الآيات أزرَ ضعيفٍ

تاق دهراً للعدل والإنصاف

كم تردُ الآياتُ شر سُلوكٍ

لو تمادى وافى بموتٍ ذعاف

كم تُفيدُ الآياتُ من يجتبيها

ثم يتلو بالمدمع الذرّاف

كم عجبتُ مِن مَعشر لم يُبالوا

عندما ساقوا الآيَ باستظراف

جعلوها عند التلاحي سِتاراً

هل يُداري الخِداعَ أيَ سِجاف؟

جئتني يا هذا تُؤجّرُ بيتاً

مُستفيداً مِن جيرة المِضياف

قلتُ: مَرحى ، وانصعتُ أبذلُ خيري

وابتذالي كان الدليلَ الوافي

وانطلقتُ أحْذيك عاجلَ جُودي

مُؤْثراً ما قدّمتُ من إسعاف

باسطاً كفي كي أراك سعيداً

ثم تحيا في سُؤدَدٍ وطِراف

لك زللتُ الصعبَ سِراً وجهراً

حِسبة للمولى الجليل الكافي

لك قدمتُ الخيرَ ، واذكرْ كلامي

لم أعاملك مثلما الأضياف

كنتُ أرجو بأن تكون صديقاً

يُسعدُ النفسَ في جميل ائتلاف

كم تعشمتُ أن تُقيل عَثاري

وسْط جمْع لم يدر معنى التصافي

كم توسمتُ أن تكون ظهيري

في اغتراب ما ذقتُ فيه انتصافي

فإذا بي ألقاك أخذلَ خِب

والدليلُ إن شئت ليس بخافي

لك بات الغدرُ المُبيّتُ سَمتاً

وارتأيتَ وَهماً لزومَ العفاف

ثم صار المكرُ المُقزز طبعاً

وانحدرتَ يا سيئ الأوصاف

لم أقصّرْ وارجعْ ، وراجعْ ، ورجّعْ

بل قسَمتُ داري بلا إرجاف

زاعماً أني قد أتيتُ صواباً

بيد أني بالغتُ في الإجحاف

فعلى أهلي ضاقت الدارُ قطعاً

كنتُ بين مُوافق ومُنافي

وسعيرُ التوبيخ أدمى فؤادي

بعِظاتٍ فاقت رَويَ القافي

واصطليتُ بالنار تُصلِي إبائي

وأشادَ الأهلون باستخفافي

بينما أنت تستطيلُ التجني

عندما قد أوغلت في استنزافي

هل جزاءُ الإحسان بات التشفي

بهُراءٍ ماض كما الأسياف؟

كيف شوّهت سُمعتي بين أهلي

بافتراءٍ عاتٍ وزيف جافي؟

بعدها قررتَ الرحيلَ ، وحقي

مُهدَرٌ لمّا باء بالإتلاف

لم تُصرّحْ بما انتويتَ ، فكانت

فتنة شبّتْ ، ثم حلّ التجافي

قلتُ: سَدّدْ إيجار بيتٍ ، وأحسنْ

وكفى ما بددت من آلاف

قلتَ: ما عندي ، والتريثُ أولى

ريثما أحظى بالرصيد الكافي

قلتُ: فاكتبْ دَيْناً له مِيعادٌ

قلتَ: هذا أمانة باعترافي

واتفقنا ، والليلُ أرخى سُدولاً

والشهيدُ الرحمنُ ذو الألطاف

ثم مرّتْ أيامُنا والليالي

مثلَ مَرّ الرباب بالإيجاف

لم تُسددْ ، ولم تُحددْ مصيراً

بل عزمت على الأذى باحتراف

وأتى الضَيفان كي يُحرجاني

وافتتحْنا مَرثية استئناف

وادّعيت الإفلاسَ يُفقِرُ شهماً

بات يحيا في الناس دون الكفاف

وإذا بالضيفين شادا بشِعري

ومَواضيعي ، والصدى ، والقوافي

يا تُرى من أهداهما بعض شِعري

كي يقولا: يخلو من الإسفاف؟

كي يقولا: ما فيه أخزى انحطاطٍ

ما احتوى من إكفا ولا إصراف

إن هذا التنسيق لا ليس يخفى

ذات يوم على السفيه الغافي

كيف تخفى عليّ تلك الأحاجي

غصتُ فيها حتى خِتام المَطاف

إنما هذي المسرحية حِيكتْ

عَبْر ليل مُستغلق الإسداف

باسطواناتٍ شرخُها لا يُوارَى

وهْي تُزري بالسادة الأشراف

حِيَلٌ بلها قد كشفتُ غِطاها

ربما غيري يَحتفي بالهتاف

يُرفعُ المَدحُ في الحِوار شِعاراً

ثم يأتي تحبيرُ الاستعطاف

فتناولتُ الأمرَ كان بليل

يوم قلتَ: صدقْ صريح اعترافي

ليت شِعري ألم تُطالع جواباً

فليؤد المَدين دون اعتساف

وليَخفْ مِن رب الأنام احتساباً

مَن يُعيدُ الحقوق مِثلُ الكافي؟

فإذا بالضيفين ذمّا كذوباً

دلسَ القولَ في بغيض اقتراف

عَزياني كلاهما في خِطابي

ثم ساقا مِن سيرة الأسلاف

قلتُ: كلا ، الأحوالُ يومٌ ويومٌ

ربما فاضَ المالُ بالأضعاف

إن يعشْ هذا العبدُ دهراً فقيراً

أسْقِط الدَينَ رحمة بالضعاف

هو في حِل إن دهتْه المنايا

والأداءُ بذلُ الرضا والتصافي

لكنِ الدَينُ إن تيسرَ حالٌ

ثابتٌ لا يعروه أيُ اختلاف

إنه الشرط واضحٌ ليس يَخفى

والنصوصُ تأوي إلى الوقاف

فلماذا بالذكر تلعبُ جهراً

وتُماري كمُثبتٍ أو نافي؟

لمَ هذا الجدالُ يُذهبُ وُداً

وبه لا يسمو الإخاءُ الصافي؟

مثلما تتلو الذكرَ حَكّمْه دوماً

إن في القرآن الدواءَ الشافي

اقرأ (الشورى) تغدُ فينا فقيهاً

وتأمّلْ في سورة الأعراف

آية الدَين فيصلٌ في القضايا

والبقايا في سورة الأحقاف

واحذر العُقبى ، تلك أغلى الوصايا

واتلُ ذكرى في سورة الإيلاف

لا تُرددْ آياً بدون اعتبار

مثلَ ترديد الجُعظري الهافي

كن قراناً يمشي على الأرض هوناً

يُتحِفُ الدنيا غاية الإتحاف

لا تُخادعْ بالآي ترجو ارتزاقاً

قد يبوءُ ختلُ الورى بانكشاف

هل خِداعُ الآنام يبقى طويلاً؟

كم يُقاسي الخَدّاعُ بأسَ انجراف

أدّ دَيناً أمسى عليك لزاماً

دعك مِن شورى الصحب والأضياف

صرت فوراً على السداد قديراً

لا تُسعّرْ نارَ الهوى والخِلاف

وامتثلْ ما قال المُهيمن ، واعقل

سُقتُ نصحي بدون أدنى ازدلاف

أو نكون يوم الحساب خصوماً

إن بدء الرجعى بموت ذعاف

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة