الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » عظم الله أجرك في الكتب

عدد الابيات : 87

طباعة

أما أتاك عن المُستهتر الخبرُ؟

وعن جُفاةٍ إليهم يُنسَبُ الأشرُ؟

وعن أقاربَ قد خانوا أمانتهم

لمّا طغى الغدرُ والإيقاعُ والدَبَر؟

وعن أباعدَ في شيءٍ جرى شمتُوا

وأظهروا الكيدَ ، منه القلبُ ينفطر؟

وعن صحاب لنا كنا نوقرُهم

فهم لنا السمعُ والإحساسُ والبَصر

فأصبحوا ولظى الخُذلان يحرقهم

ونارُ خيبتهم في القلب تستعر؟

وعن رفاق لنا في غربةٍ نكِروا

جميلَ رفقتنا ، والنكرُ مُشتهِر؟

وعن دُعاةٍ بهَدْي (المصطفى) ارتزقوا

والأكلُ بالدين كسْرٌ ليس ينجبر؟

وعن محبين أمسى حبُهم حَزناً

ومُوجعاتٍ أتى بهولها الكَدَر؟

وعن معارفَ كنا نستعينُ بهم

إن عَضّنا مَأزقٌ ، أو هالنا الخطر؟

وعن جهابذةٍ في العِلم ما سُبقوا

كنا إلى وُدهم نسعى ونبتدر؟

وعن عباقرةٍ فاقتْ كِتابتُهم

كل الألى كتبوا الآدابَ أو نثروا؟

وعن أفاضلَ كنا نحتفي بهمُ

فإذ بهم لسراب الباطل انحدروا؟

وأصبحوا في الدنا ضنكاً يُهددنا

ونالنا منهمُ البلاءُ والضجر؟

وبددَ الكلُ ما نرجوه من أمل

حتى استحال علينا العِز والظفر

تبلغوا واعتلوا مُتون رفعتهم

بين الورى ، ولنا الوهادُ والحُفر

وحققوا أبعدَ الأحلام تحسبهم

على العِدا في الحروب الوعْرة انتصروا

كانت لهم خطط يُراهنون على

تنفيذها ، وبها على الملا افتخروا

لم يُخطئوا في الذي رامُوه خردلة

والوِردُ كان لهم في الأمر ، والصَدَر

فلم يكن عُجَرٌ يَشُوبُ ما عملوا

ولم يكن في الذي هم نفذوا بُجَر

وقد سَلِمنا مِن العُدوان جندلنا

وقد نجونا من الأعدا بنا مكروا

وما سلمنا مِن الأهلين سربلنا

عداؤهم إذ عتوا ، كأنهم تتر

وجرحُ أهل الفتى عارٌ ومَخبثة

لا يستريحُ لها الأكياسُ والبُدُر

فالأهلُ سِترٌ على سَليلهم وغطا

إمّا اعتراهُ أذىً ، أو عَزتِ السُتُر

شيطنتمُ الشهمَ بالزيوف دون حيا

وفي التجني لكم مواقفٌ أخر

كلٌ يُروّجُ تضليلاً وهذرمة

كما تحيصُ – على نهيقها الحُمُر

مِن سالف العُمْر ، والأحقادُ تأكلكم

أسَرّ بعضٌ بها ، والبعضُ قد جهروا

أهنتموني بلا جَريرةٍ بَدرتْ

وذِعتُمُ كاذبَ الأخبار تنتشر

كأنما نِسبتي إليكمُ هُزُءٌ

وفي طبائعكم كم بت أفتكر

مَن مِثلكم في الذي تأتون مِن ضَلل؟

أليس فيكم رشيدٌ عنده نظر؟

أيصبحُ النذلُ شهماً في تصوّركم

له المدائحُ رغم الأنف تُدخر؟

مَن لم يجُد بجُنيهٍ بات (حاتمَكم)؟

والمدحُ أمسى عليه اليوم يُقتصَر

أعقّ إبن غدا في البِر مدرسة؟

أما لديكم مِن التدجيل مُزدجر؟

له أطايبُ ما يبتاعُ من أكُل

والشربُ مُرتصدٌ ، والزادُ ، والثمر

أما البقايا ففي الأكياس قد وُضعتْ

للوالدين ، وللضيف الألى حضروا

أو للدواجن فوق السطح قد حُبستْ

وجاءها الخسُ والجَرجيرُ والجَزر

هل البخيلُ اشترى دَوا لوالدةٍ

طمّتْ مَواجعُها ، ومَسّها الضرر؟

هل اشترى إبرة يوماً لوالده

لدفع ضُر أتتْ ببأسه الغِيَر؟

وهل لأختٍ له أعطى هديتهُ؟

متى؟ وأين؟ ودون السائل السِيَر

وُلدتَ يومَ سمتْ بالبُخل شِرذمة

وكل شهم خِلالَ الشح يحتقر

متى اشتريت كتاباً كي تُطالعه

يا أبخل الناس إن قلوا وإن كثُروا؟

حتى ظفِرت بأسفاري ومَكتبتي

وقد تبقى مِن المَراجع العُشُر

وقلتُ: أصبرُ قد تخزى وتُرجعُها

وكم يُحصّلُ عُقبى الصبر مصطبر

لكنْ وجدتُك تستحلّ ما سرقتْ

كفٌ تعدّتْ ، فلا تُبقِي ولا تذر

إلا القليلَ الذي به تُخادعُنا

فهل تظنُ بأن القوم ما شعروا

وإن ما جئته أخزى مؤامرةٍ

فهل شقيقٌ على أخيه يأتمر؟

وغرّك الحِلمُ ساءتْني إطالتُه

فقد زعمتَ بأني لستُ أعتبر

وخِلت نفسَك في حُسنى وفي شرفٍ

فهل ترُوجُ أباطيلُ الألى فشروا؟

أنت البصيرُ بضادٍ أو معارفها

ومنك تبرأ ضادُ العُرْب والفِكَر

هذي الكُذيبة مهما خِلتها رسختْ

تبقى هُراءً ، وإنْ فاهتْ بها زمَر

بل أنت مُرتزقٌ بالضاد ليس سوى

ككل مُحترف مُرادُه الأجُر

لا تلبس الثوبَ لم تملأ غلائله

واحقِنْ غرورَك ، قد يُودي بك الغرر

واكبحْ هوى النفس ، أعلمْها حقيقتها

نارٌ هواها ، ومنك الكبْحُ والشرر

وارجعْ لتاريخك القريب ، واخلُ بهِ

واسأله عن سيّئ الأدوار تُبتكر

خُزعبلاتُك ربُ الناس بيّنها

ولا يُصدّقها إلا الألى هزروا

وذات يوم نأينا عن مَضاربكم

وطالَ بالراحل المُفارق السفر

حتى أتى دَورُ صُعلوكٍ تعقبنا

ومَدّ كفاً مِن التجريح تأتمر

فكان شاهدَ زور في مناظرةٍ

وكان منه الذي ما كنتُ أنتظر

أين الخطاباتُ ، والبريدُ يحملها

فيها الكلامُ به الإطراءُ مُستطر؟

فيها الوعودُ لها أبعادُ زخرفةٍ

فيها العهودُ إلى التطبيق تفتقر

ألم تقلْ قدوتي ، ولستُ أخذله

وإن تجاوزتُ حتماً سوف أعتذر؟

هل الأخوة أن تغتالَ غربتنا؟

إني أسائلُ: ما الأثمانُ؟ ما الأجُر؟

هل الأخوة أن أصْلى دَسائسَكم؟

ماذا تركتَ لمَن خانوا ومَن فجروا؟

هل الأخوة أن تبيعَ عِشرتنا

يا ساقطاً بإزار الخذل تأتزر؟

هل الأخوة أن تنالَ زوج أخ

بالشائعات بها البهتانُ مُستتر؟

وتفتري زوجُك الرعناءُ فِريتها

وأنت تدعَمُها ، ولم يكن حذر

تقول: بالسحر والأوراد قد حملتْ

يا مُفتر رزقها أولادَها قدر

هل الأخوة أن تُثيرَ زوبعة

عني لينهشَ حُسنى سُمعتي الغجر؟

هل الأخوة أن تغتالَ مَكتبتي

وتُشهرُ السيفَ لا حسٌ ولا خبر؟

هذي الأخوة بالوشاية انتحرتْ

وقد تعودُ إذا عادَ الألى انتحروا

لو عاد للضرع يا مُستهتراً حلبٌ

يعودُ ما بيننا يوماً ويزدهر

عارٌ عليك ادّعاءُ العِلم يا جهلاً

للعِلم قطعاً على أصحابه أثر

لا تدع الشيءَ لم تبذلْ شَرافته

مما ادعيت جميعُ الناس تعتبر

يرون كِذبَك لا يَقينَ يُسعفه

يا أكذبَ الناس مَن غابوا ومَن حضروا

ماذا جنت كتبٌ في الدار مُودَعة؟

أمانة نهبُها لا ليس يُغتفر

تُصانُ حتى يعودَ الشهمُ صاحبُها

مهما تعاقبتِ الأعوامُ والعُصُر

تُبدي الفروسية الجوفا على كتب

وفي مواقفِ أهل البأس فالخور

اشْرَقْ بريقك عن عِرضي ومَنقبتي

يا والغاً في الدما ككل مَن غدروا

الزمْ حُدودك ، لا تنكأ جراحتنا

وإن نكأت فما العُقبى؟ وما الوَطر؟

ذي قشة قصَمتْ ظهر البعير ، فلم

يقمْ بُعيدَ الذي أحدثت يا قذر

عني سألت فهل تأسى لمُعضلتي

واللهِ أنت إذا أوذيتُ تبتشر

وإنْ سرورٌ أتاني بتّ مبتئساً

بدمع عين جرى كأنه النهر

لو كنت حقاً أخاً ما عِشت تجرحُني

بلفظ مُفتئتٍ ، كأنه الحَجَر

لقاؤنا عند رب لست تُعجزه

وليس عنه الذي فعلت يستتر

إني رفعتُ له شكوايَ ضارعة

ومنك يوماً مليكُ الناس ينتصر

وسوف أدعو ، وربُ الخلق يسمعُني

أدعو ، وأمْعنُ في الدُعا ، وأصطبر

إن الذي يُرجعُ الحقوقَ أجمعَها

ربٌ قديرٌ شديدُ البأس مقتدر

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة