الديوان » أسامة محمد زامل » فارسٌ من كلام -من حوار مع كوكب المشتري

أميرٌ أبلجُ الوجهِ تهادى

 على السّطحِ وحيّا بالسّلامِ

من الحسنِ لهُ النّصفُ وللكو

 نِ نصفٌ جلُّهُ فوقَ الغمامِ

أتاني كيْ يؤاسيني بفقدا

 نِ أحْياءٍ غدوْا بينَ النّيامِ

يُخالطُ دمعَ عينيهِ ابتسامٌ

 به ِاستعصى اللّسانُ علىْ الكلامِ

وعانقَنيْ عناقَ النّورِ عتمًا

 تلاشىْ فيهِ حتى الإِنعِدامِ

وحالُ العتمِ إذْ ينهارُ يتلو

 ألا أهلًا وسهلًا بالكِرامِ

أتعرفني؟ فقلت بلى ومذ أن

 أطلّ النور من رحم الظلامِ

أشرتُ إليكَ روحًا قبلَ قولي:

 أنا من أهلِهِ وهْوَ مُقامي

فأُرسلتُ من الطّينِ ردائيْ

 إلى أرْضِ الكبائرِ والحرامِ

فما طابتْ لأصحابيْ ولا ليْ

 ولكِنْ للدّجاجِلةِ اللّئامِ

فلا نرتاحُ إلّا حينَ نفنىْ

 لتخلوَ للمكائدِ والخِصامِ

وما همّي سِوى أنّى وحيدًا

 تُركتُ لأبتليْ طولَ المَقامِ

فأمشيْ تارةً في إثر موتٍ

 يرانيْ غيرَ عِدْلٍ للكرامِ

وتاراتٍ على أدرابِ قومٍ

 لقاهُم عزَّ حتّى فيْ المَنامِ

بمدحٍ لم ينلْ إعجابَ موتٍ

 وإنْ لمْ يمتدِحْ غيرَ الحِمامِ

عسَى أنْ تخبرَ الأدرابُ أينَ

 التقاءُ خُطىْ الرّدى بِخطىْ الأنامِ

فينتصرَ السّكوتُ على الكلامِ

 وتنطفئَ المعاركُ بالسّلامِ

فإنّي أوّلُ الحربِ وإنّيْ

 أواسِطُها وبيْ سوءُ الخِتامِ

وإنّي نارُها حتّى نفاديْ

 وإنّي النّصرُ حتّى الإنهزام

وإنّي شعبُها حتّى اندثاريْ

 وإنّي الحشدُ حتّى الإنقسامِ

وأذكرُ أنّني اسْتُشهِدتُ ألفًا

 وألفًا قمتُ منْ بينِ الحُطامِ

على أنّي جهلتُ الفرقَ بينَ ال

 رصاصِ ببندقيّتهِ والقضامِ

فما أُشرِكتُ يومًا في قتالٍ

 وإنْ لُقّبْتُ بالبَطلِ الهُمامِ

عرفتُ النّاسَ قرنًا بعد قرنٍ

 وعشتُ الدّهرَ عامًا بعدَ عامِ

فلا حظَّ لحيٍّ في حياةٍ

 إذا نابَ الكلامُ عنِ الحُسامِ

ولا موتَ لميْتٍ أسلمَ الرّو

 حَ قبلَ بلوغِهِ سنّ الفطامِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أسامة محمد زامل

أسامة محمد زامل

70

قصيدة

اسامة ,محمد صالح, زامل ، شاعر فلسطيني غزيّ من مواليد مدينة حمص في سورية، حيث ولد في العام 1974، انتقل مع أسرته للعيش في غزة في أواسط ثمانينيات القرن الماضي، وفي العام 1992 أنتقل للعيش في مدين

المزيد عن أسامة محمد زامل

أضف شرح او معلومة