الحبُّ
أن يطلُعَ النهارُ قبل وقته
ويبدأَ المساءُ قبل وقته
ويخجلَ القمرْ
أن لا ينام الياسمينُ
قبل أن ينثُر عطرَه على وسائد السهرْ
أن ينتهي الشتاء دون موعدٍ
ويُزهرَ الربيعُ دون موعدٍ
فقط لأنّ امرأةً
كانت إذا عاد الشتاءْ
تخشى على عيونها من المطرْ
الحبّ قنديل المساءاتِ
وبوحُ النايِ للوَترْ
الحبّ رحلةُ الغريب من متاهات الجنوبِ
والوقوفْ
على شواطئ الخليج
باحثاً عن نجمةٍ
تَهْدِي المراكبَ التي تعود قبل ساعة الغروب
للموانئ الحزينهْ
تُلقِي بحملها على الرصيف قبل أن
ينثر حبرَه المساءُ فوق صفْحةِ النهارْ
وتَغْرَق المدينهْ
في العَتْمة الرحيبهْ
فتصمتُ الأقلام عن ضجيجها
وتسقطُ الزهورْ
ويذبلُ الشجرْ
ملاءة الغريب في أمسيّةِ الصيف
إذا ضاق المدى
وغارت النجوم عن أفلاكها
وغادر الأصحابُ باحثين عن دروبهمْ
وسافرتْ كلُّ الحروفِ دفعةً واحدةً
لمْ يبقَ غيرُ دَفْترٍ ممزّقِ الأطرافْ
وشاعرٍ يبحثُ في الصباح عن سيدةٍ
يَغزِلُ من نظْرتِها
قصيدةً
لِما تَبقّى من سنين العمرْ
يَبْلَعها كالأسبرين كلّما ضجّ به الحنينْ
ويُكملُ الطريقَ وحدهُ
في مَعْزِلٍ عن البشرْ
الحبّ أن يظلّ كلَّ ليلةٍ
ينسِجُ وهمَهُ الغريبُ أحرفاً
تراودُ الضلوع عن أنينها
ويحضِنُ الآمالَ قبل أن تعودَه
أحلامُهُ الصغيرة
حتى يفيق في الصباح مثل كلِّ يومْ
فيشتمَ الأحلامَ والأوهام
والليلَ والمنامْ
ويشتمَ الشعرَ ويشتمَ الكلامْ
وبعدها
سيحمَدُ الله على الغربةِ والرحيلْ
ونعمةِ السفرْ
184
قصيدة