الديوان » وحيد خيون » لا تخذليني

عدد الابيات : 33

طباعة

أتيتُ يحْمِـلُني قلبي لأوطني

مُحَـمَّـلاً بمسَـرّاتي وأحزاني

أميلُ بالهَمِّ والأنظارُ تُحْرِجُني

كلُّ الموازينِ قد كيلـَتْ بميزاني

في كلِّ أرضٍ أُجافيها وأنزِلُها 

حُبٌّ أُجافيهِ أو حُبٌّ سيلقاني

مُغَرَّبٌ هاهنا قلبٌ أُصارِعُهُ

وفي العراقِ أبي أُمّي وإخواني 

كانت حياتي قبيلَ المُـلتقى هَدَراً 

تضيعُ مثلَ سحاباتٍ ببُركانِ 

انت عناوينُ حالي غيرَ ثابتةٍ 

واليومَ يثبُتُ في عيْنيْـكِ عنواني

لا تخذُليني وقد أصبحتِ آسِـرتي 

أنْ تتركيني لأوراقي وأغصاني 

لا لونَ لي بعدَما غيّرتِ لونَ دَمِـي 

عِشقاً وما لَعِبَتْ أُنثى بألواني

قد كنتُ أعبثُ بالأكوانِ في لُغَتي

إذ لم تكنْ نجمةٌ تلهو بأكواني 

أحتاجُ عامينِ حتى ينطوي نكدي 

لكي أعودَ كما قد كنتُ مِنْ ثاني 

أحتاجُ أنْ تقِفي خلفي وأنْ تَرِدي 

مِن ماءِ عيني ومن نهْرِي وشُطآني 

أحتاجُ أنْ تحسُبي فنّـاً مُعادَلَتي 

كي تُطفِئي بلهيبِ الوصلِ نيراني

أحتاجُ أنْ أجمعَ الدنيا بواحِدةٍ 

وقد ترى ألفَ إنسانٍ بإنسانِ 

أنا هنا في أمِسْتِرْدامَ مُبْصِـرَتي

في(لِنْـزَ) حتى لساني صارَ ألماني 

عينانِ قد فاقَ حدَّ السِّـحْرِ سِحْرُهـُما 

عيناكِ عينانِ أم عيناكِ نَهْرانِ 

كأنَّ عَـيْـنَكِ والصَيّادُ يرصُدُها 

عصفورةٌ رَقَصَتْ خوفاً ببُـسْـتانِ 

والشَّعرُ يَنْفي سوادَ الثوبِ آخِـرُهُ 

كالخيلِ تجري بليلٍ دونَ فُرسانِ 

كأنَّ وجهَـكِ مِرآةٌ يُـقابِلُها 

مِصْباحُ زيتٍ بعيدٌ أحمرٌ قاني

مَدَدْتِ كَفَّيْنِ مِنْ نُورٍ على أُفُقٍ

منْ ضوءِ خدَّينِ أمْ مِنْ زَهْرِ رُمّـانِ؟ 

مخلوقةٌ مِن ملوكِ الطَّيْرِ تحسَبُها 

جاءَتْ وفي يدِها خطٌّ سُليماني 

تبدو لناظِرِها المسحورِ واحدةً

لكنّنا دائماً في الشَّخْصِ شخصانِ 

وإننا واحدٌ نفسٌ ومُعْتَقَدٌ 

لكنَّنا في عيونِ النَّاسِ إثنانِ 

فإنْ تفارقَ جِسْمانا على عَجَــلٍ 

فما تفارقَ لا واللهِ قلبــانِ

اليومُ في بُعْدِها عمرٌ بأكمَلِهِ 

والعمرُ في ملتقى الأحبابِ يومانِ 

أتيتُ من زمنٍ ماضٍ إلى زمنٍ 

آتٍ فهلْ يستوي للعقلِ أمرانِ؟ 

قولوا لها ما إذا زرتُمْ عَرائِشَها 

أني أخافُ إذا ما غِبْـتُ تنساني 

قولوا لها بُعْـدُها عني يُؤَرِّقُني 

وأنّ يَوْمَ فراقٍ منكِ عامانِ 

ولوا لها كلُّ إنسانٍ لهُ جِهَةٌ 

وليسَ عندي طوالَ العُمْرِ وجهانِ 

قولوا لها لم تعُدْ تُجْدِي رسائِلُها 

على المواقِدِ ألقاها وتلقاني

قد أصبحَ الناسُ حولي مُغرمين بها

ويحلِفونَ بها صَحْبي وجيراني 

فكيفَ أنساكِ؟ والأمواجُ هادئةٌ 

والماءُ جارٍ وعَصْفُ الريحِ أقصاني

لا أهلَ لي لِيُسَـلُّوني ولا وطنٌ 

فأنتِ أهلي وأصحابي وأوطاني  

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن وحيد خيون

وحيد خيون

34

قصيدة

-ولد عام 1966 في جنوب العراق سوق الشيوخ -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين -صدرت له الدواوين التالية: 1-مدائن الغروب .. 1988 بغداد 2-طا

المزيد عن وحيد خيون

أضف شرح او معلومة