الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » منتقباتٌ في الحديقة!

عدد الابيات : 38

طباعة

بكُنّ يَفخرُ مَن بدينهم عملوا

وجَمْعُكن به يحيا بنا الأملُ

أنتُن في زمَن التغريب عُدّتنا

حتى نواجهَ مَن ضلوا ومَن سَفلوا

أنتن نورٌ به تُجْلى غياهبُنا

فلا يُسَربلنا تِيهٌ ولا ضَلل

أنتن خيرٌ تُسَلينا بوادرُهُ

وعاينتْهُ قلوبُ الناس ، والمُقل

أنتن جُنتنا في كل خندمة

صمامُ أمن به كم يُضربُ المَثل

أنتن في دارنا طهرٌ يُشرّفها

من بعد أن أصبحتْ مأوى الألى ارتذلوا

لو لم تكُنّ بُنياتٍ لآدمنا

قلنا ملائكة مِن السما نزلوا

أو الحواريْ على الأزواج قد قصُرَتْ

عرائسٌ للألى بدينهم عملوا

إن الحديقة بالضيفات قد فخرتْ

وكالت المدح يحكي نصّه الغزل

بكُنّ قد أنسِتْ ، وارتاحَ خاطرُها

وللمهيمن بالدعاء تبتهل

بكُنّ أشرقتِ الأنسامُ طيبة

بكُن هذا حشيشُ الأرض يحتفل

بكُنّ زوارُها شَدتْ جوانحُهم

وطابَ كل الذي قالوه أو فعلوا

بكُنّ أهلُ الهوى بارتْ بضاعتُهم

فما اشتراها الألى بحُسْنها اشتغلوا

بكُنّ ودّعتِ الفوضى حديقتنا

والساقطون مِن الحديقة ارتحلوا

لمّا تعدْ غادة تُبدِي مَلاحتها

لمّا يعُدْ شعرُها يُغري ويَنسدل

لمّا يعدْ وجهُها يَسبي العيونَ بما

عليه مِن حِيَل الماسون تُبتذل

لمّا تعدْ عينُها تكوي بنظرتها

فلم تعدْ بجميل الكُحل تكتحل

لمّا تعدْ ساقها تغتالُ ناظرَها

فالسترُ يا ناظراً للساق مُكْتمل

عليّ دَينٌ بأشعاري أسدّدُه

مُنقح نصُّها ، فلستُ أرتجل

أن أطري الحِشمة العصماءَ مُحتسباً

لها دعا أنبياءُ الله ، والرسل

كل الشرائع بالحجاب قد أمَرتْ

وكان يجري بما جاءتْ به العمل

ما جاء شرعٌ بحِل العُرْي في أمم

ولا أجاز الخنا يأتي به المَيَل

وواحدٌ دينُ رب الناس ليس سِوى

فلا تُضللنا الأديانُ والمِلل

يا طيّباتٌ بكُن الشعرُ مُؤتنسٌ

وفي خواطره الإعجابُ يعتمل

فهمسُكن سبا فحوي عواطفهُ

والاحترامُ أتى ، وخَيّمَ الوَجَل

وبات يسألُ هل حقيقة نظرتْ

عينايَ؟ أم يا تُرى طوتْهما الغِيَل؟

يَهمسْن لا تسمعُ الآذانُ جعجعة

كما تُجَعجعُ نوقُ القوم ، والإبل

يَمشين هوناً ، فلا كِبْرٌ ، ولا بَطرٌ

وليس مِن مَرَح يسوقه الهَبَل

يَأكُلن في دَعةٍ مِن تحت أنقبةٍ

في مَشهدٍ طابَ فيه الأكْلُ والأكُل

وقمْن صَلين ، فالصلاة قد وجبتْ

ما صَدّهن هوىً يطغى ولا كسل

وكنتُ راقبتُ ما يأتين عن كَثَب

فشدّني الدهْشُ مما شفتُ والذهل

حتى أخِذتُ بما شاهدْتُ مُرتصداً

هذي الحقائقَ منها العقلُ ينذهل

كم في الحديقة من سواقطٍ وغثا

حياتُهم خطها الإفلاسُ والخبَل

لكِنّ هذي النسا أكبرتُهن أنا

والناسُ عنهن ما قالوا وما سألوا

للستر ناسٌ لهم مكانة عظمَتْ

وللتكشف ناسٌ قاعَهُ نزلوا

وللحديقة بالنوعين فرحتُها

لا يستوي الشمُ في الميزان والهَمَل

اختارَ ربك للجنات أهلَ تُقى

واختارَ قوماً لهم جهنمٌ نُزل

وتلك قِسمة رب الناس عادلة

إذ العُتاة برب الناس قد عدلوا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة