الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » النقاب للستر ، لا للنشر!

عدد الابيات : 44

طباعة

خبا الحياءُ ، وهانت قيمة السِترِ

واستفحلتْ – في النسا – نوازعُ الشر

ما للضمائر في بعض النسا وُئدتْ

فمِلن للهزل والإفلاس والثبر

ما للمشاعر لم نشهدْ لها أثراً

ولم نُلاق لها مِن طيب الذكر

ما للأحاسيس لم تمنحْ صواحبَها

عن الكبائر بعضَ الكبح والزجر

ما للخواطر ما هاجت كوامنُها

لمّا غدا الحالُ بين المد والجزر

ما للعواطف قد غِيلتْ بشاشتُها

وأصبحتْ ما بها شيءٌ من البِشْر

ما للموازين قد طاشتْ مَثاقِلها

وأصبحَ العُرْيُ – في المِيزان – كالسِتر

ما للمَعايير قد دِيستْ معالمُها

حتى تساوى لديها القصرُ بالقبر

ما للمَقاييس من دنيا الورى مُحِيتْ

وأزها المحوُ من طور إلى طور

ما للحياة بداء الجهل قد مُنِيتْ

حتى رأتْ شر ما في الناس كالخير

ما للثوابت قد نيلتْ هُنا عَلناً

من بعد أن قصفتْ بالكَرّ والفر

ماذا دهى الأخواتِ المؤمناتِ؟ وهل

من عودةٍ للمليك الواحد البر؟

سَنّ الإلهُ لمن آمنّ أنقِبَة

تُخفي وجوهَ النسا ، إذ كشْفها يُغري

لكنّ بعضَ النسا أمسين في عَمَهٍ

لمّا عَمَدن إلى التصوير والنشر

وساقطو العِير بالتعليق ما بخلوا

كلٌ له جُرأة في (الفيس) تستشري

يُعَلقون ، ولم نلمَسْ لهم أدباً

يَحول بين الغثا وبين ما يُزري

فساقط قد بدا تعليقه حُمماً

من السفول ، بها حُسنَ النسا يُطري

وساقط نصه قَدْ قُدّ من غزل

كأنما الحُبُ في شريانه يجري

أو أنها زوجُه ، والعِشقُ هاجَ بهِ

فخط ما خط لم يُبصرْ ولم يدر

وساقط خصّها بالمدح دون حيا

ومِن مدائحه الحياءُ يَستبري

وساقط كالَ مِن تقريظه زبداً

وساقط وصفَ الغيداءَ بالقمْري

وساقط قال: أهواها ، وأرغبُها

زوجاً فهل سِلعة حِيزتْ لمن يشري

وساقط قال: إن العين ما نظرتْ

مثلَ التي ظهرتْ كالكوكب الدري

وساقط قال: إن القلب يعشقها

حباً شغفتُ بها في السر والجهر

وساقط يطلبُ العنوانَ مُذ نظرتْ

عيناهُ صورتها تكوي كما الجمر

وساقط قال أبياتاً توَصّفها

يا خيبة الوصف والتوصيف بالشعر

والأخت ذابت هوىً ، والوهمُ داعبَها

والعقلُ سافر مِن سطر إلى سطر

في مَشهدٍ قذر فاحت وساختُه

هل تُعجَب البرة العصماءُ بالدعر؟

هل تستسيغ الخنا يوما مُوَفقة

للحق والعدل والإيمان والطهر؟

هل بنتُ حُر لها الأخدانُ قد رُصِدوا؟

شتان شتان بين العبد والحر

هل بنتُ شهم غيور يَستهينُ بها

نذلٌ تمَرغ في التشبيب والعُهر؟

هل من كِرام النسا مَن تستلذ بما

يُصاغ في حُسنها مِن ساقط الفكر؟

هل الأصيلة مَن تشيعُ صورتُها

في كل وادٍ ، وعَبْرَ السهل والوَعر؟

هل الكريمة مَن وَبشٌ يُغازلها

فتُكرمُ الوبشَ بالإطراء والشكر؟

وهل قبيلة فضلى لا تُحاسبُها

على التصاوير تُبلي الست بالوزر؟

ذاتَ النقاب ألا جدّي ، ألا انتبهي

واستشعري فتنة تُفضي إلى الضير

إن النقاب لستر الوجه ليس سوى

فما الضرورة للترويج والنشر؟

نصحتُ – أرجوك يا أختاه فاعتبري

ولا أبالي بما ألقاه من أمر

نصحتُ أرجو لك الخيورَ وافرة

كما ترين بخط الشعر والنثر

إني أغار على أختي ، وأكْبرُها

ولستُ أرجو سوى من ربنا أجري

وغيرتي بالرجا والحرص قد شُفِعتْ

أخاف أسألُ يوم البعث ما عُذري؟

واليومَ بلغتُ ، والرحمنُ مُطلعٌ

بلاغ مَن ليس للعصيان يستمري

للهم فاشهدْ على تبليغ مُعتمدٍ

عليك ، لم يَخشَ من كيدٍ ولا مكر

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة