الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » منتقبة ، لا منقبة!

عدد الابيات : 41

طباعة

حَشيمة وَضيئة مُنتقبة

فلا تقولوا: هذه مُنقّبة

تسيرُ في طريقها بين الورى

تقية عفيفة مرَتبة

لمّا تقلْ: وحدي ، وعصري فتنة

لمّا تقلْ: من حِشمتي أنا متعبة

جلبابُها من فتنةٍ يسترها

من كل عين باللظى ملتهبة

وللخمار دورُه في حَجْبها

كي لا تكون – للغواة مأدبة

وكل كفٍ زانه قفازهُ

لأنها حَيية مُؤدبة

ويسترُ النقابُ حُسنَ وجهها

فما زها لناظر ليَجذبه

شتان بين حُرمةٍ قد أسفرتْ

وحُرمةٍ – يا قومنا – منتقبة

وصَلاتها أدتْ ، وبعدُ زكاتها

إن حالَ حولٌ معْ بلوغ الأنصبة

بمقاصد الشرع الحنيف تزينتْ

ولكل حُكم في الهُدى مستوعبة

لله دَر غادةٍ تحشمتْ

في لبسها لأهلها مُحَببة

هي الملاكُ سِرُها وجُهرُها

ولم تعشْ لله يوماً مُغضبة

كانت لها – مع النقاب دُربة

تجاوزتْها ، ثم خاضت تجربة

فحققتْ نجاحَها بجُهدها

وأثمرتْ كالسُحْب تغدو صَيّبة

إن اللباس رَهبة أعارَها

في شارع مُفرنج ، ما أغربَه

يَعمّه تناقضٌ مُستبشعٌ

وبات يُغري – بالنساء أكلبَه

ونال من بناتنا بلا حيا

وضوءَه الأخضرَ أعطى أذؤبَه

من كل مرذول تدنى شأنه

يُغازل النساءَ ، تلك موهبة

في جُرأةٍ طالت عقائل النسا

والليلُ أهدى للخزايا غيهبَه

ودونه سوافرٌ لم تحتشمْ

وقدوة لبعضهن المطربة

كشفن حُسناً لا يساوي نظرة

وخلفهن مِن شباب كوكبة

كلٌ يُغذي عينه مستعذباً

حيثُ اصطيادُ الغِيد أمسى مَنقبة

أصبحن كالإماء عند ساقطٍ

والقيدُ في يدّ ليلى أو هبة

والعُريُ بات طابعاً مستمرَأ

كما الحَمام بات بين أغربة

وساد من بين النسا تبرجٌ

مُروّجٌ ، به النفوسُ مُعجبة

بالعُري أردانا العِدا وجنودُهم

والقدسُ ضاعت ، يوم ضاعت قرطبة

وزينة النساء مَن ينكرُها؟

فغيرة الفتى هنا مستغربة

ذاتَ النقاب ، أفصحي وأعلني

فأنتِ حُزتِ في الصيان مَرتبة

ستُنصَرين إن جهرتِ بالهُدى

وإن سكتِّ كنتِ حقاً مُذنبة

قولي لهم: أنا النقابُ مذهبي

وكل حُر يَستطيبُ مذهبه

قولي لهم: أنا النقابُ عُدتي

ولستُ في جَهري به بالمُعتِبة

إن النقاب شِرعة مفروضة

نفسي بها حقيقة مُشرّبة

أراهُ في دنيا التدني جُنتي

ولستُ في لبسي له مرتعبة

هو الأمانُ للنسا في عالم

لفقده كنا أقمنا مندبة

هو الصِيانة التي تعصمُنا

مِن الوحوش في قِفار مُجدِبة

هو الحياة إن ممات عمّنا

ونِعمة للأنفس المُعذبة

كالغيث أحيا أرضنا من مِيتةٍ

حتى غدت من بعده مُعْشَوشَبة

فهل صحاري ما بها مِن عُشبة

مثل الصحاري في الضواحي مُعشِبة؟

هو النجاة للنسا في غابةٍ

فيها أوابدٌ تُعاني مَسغبة

وسوف أحيا كل عمري هكذا

مسلمة مؤمنة مُنتقبة

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1857

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة