الديوان » زياد النهمي » انا ابن غزة روح الموت

عدد الابيات : 21

طباعة

مَنْ أَنْتَ يا قَصْفُ حتَّى تَأْتِيَ الخَطَرَا

لَنْ تَبْلِغَ الشَّمسَ حتّى تَدركَ القَمرَا

كلُّ الصَّوَارِيْخِ إِنْ هَبَّتْ تُنَازِلُني

تَفَتَّتَتْ بيدي والعَزْمُ ما فترَا

أَنا ابنُ غَزَّة رُوْحُ الموتِ في جَسَدِي

مِنْ قَبْل قرنٍ وِلِدْتُ الآنَ مُقْتَدِرَا

أُهْدي السَّمَاء مِنَ الأَرْوَاحِ قَافلةً

وَأُمْطِرُ الغَيمَ مِنْ دَمي الذي هُدِرَا

أُعَلِّمُ الصَّبْرَ معنى الصَّبرِ في ثِقَةٍ

حتى العزيمة مني تَأْخُذُ العِبَرَا

وَكُنْتُ لِلدَّهرِ عُمْرَاً كاهلاً وفتى

لَمَّا شَهدْتُ مَزِيْجَ الكونِ مُنْفَطِرَا

دَوَائِرُ الضَّوء في عينيَّ بَارِقَةٌ

تُداعِبُ الموتَ حيناً تَرْسِمُ الصُّوَرَا

رُوْحُ الشَّهَادَة وَحدي قد خُلِقْتُ لها

ما زلتُ أَقْطُفُ مِنْ طفلي لها ثَمَرا

أَعَذْتُ رُوحي مِنَ الأَعرابِ قاطبةً

منها وَجدْتُ شرورَ النَّفْثِ، والضَّرَرَا

في صوتي الصَّيحَةُ الكبرى وقابلها

صَمتُ الجميع كَأَنَّ الكلَّ قد وِقِرَا

لَمْ يَنْج مَوْتٌ من التَّحْنِيْطِ حين أتَتْ 

ريحُ الشمال، تَهِـزُّ البرقَ والمَطَرا 

سبعونَ عاماً وما زالتْ خناجرهم

مغروسَةً خَلْفَ ظهري تَنْخَرُ الأَثَرَا 

أشلاءُ طفلي وأطلالي يُلَمْلِمُــها   

كونٌ مِنَ الحزنِ هَدَّ الكونَ فانتَثَرَا 

ما غاثني أَحدٌ كلَّا وآزرني

إلا بَيَانٌ يُبَثّ الآن مُعْتَذِرا 

ما عدتُ أَنْدبُ حظَّي بعدَ نازلتي

مادامَ فرعي من الأَعرابِ قد بُتِرَا

هل باتَ اسمي سوى يَأْسٍ يُنَادَ بِهِ

مُصَفَّدٌ خَلْف قُضْبَانِ السُّجُونِ يَرى

بَصٍيْصَ من أَملٍ ما عَادَ يَنْظُرُني

كَأَنَّهُ قد فُنِي في الجمرِ وانصَهَرا 

مَجْدُ العروبة لا نبضٌ يَعِيْشُ بِهِ

رَأَيْتهُ قَدْ هوى في الذُّلِ واندَثَرَا

في مصر والأردنِ المفتاحُ يَبْحَثُني

سبعين عاماً وعني اليوم ما عَثَرَا 

عروبةُ اليوم في التَّطبِيْعِ هائِمَةٌ 

تَسْتَنْزٍفُ المجدَ من سَهْمٍ لها غَدَرَا

زياد صالح النهمي

اليمن اكتوبر/7/ 2023

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن زياد النهمي

زياد النهمي

66

قصيدة

-زياد صالح محمد النهمي. - مواليد.1989 /9/9. اليمن - ذمار - جهران - بيت النهمي بكالوريوس لغة عربية - جامعة ذمار. يكتب الشعر العمودي ، والحر، والنثر. له ديوان تحت الطبع بعنوان " م

المزيد عن زياد النهمي

أضف شرح او معلومة