عدد الابيات : 22

طباعة

أبي فؤادي من المأساة مَحزونُ

مُذ أدخِلتْ عَنبرَ الموتى الجثامينُ

فجعتُ لمّا أتى الجُثمانُ ثاعِبة

جراحُهُ ، وأبي واللهِ مَغبون

والدمعُ أغرقَ جُثماناً صُلِيتُ بهِ

والعزمُ بالألم الرهيب مقرون

خارتْ قوايَ ، وخانتْني مُجالدتي

وكم تخيبُ – لدى البلوى – أظانين

لم أقوَ قط على أدنى مُجابهةٍ

إذ سَربلتْ عَزمتي أناتُ مطعون

علمتني الجد في ترْح وفي فرح

وعِزة النفس – للأمجاد عُربون

أرشدتني لخِلال كنتُ أجهلها

وكان فيها – من الفتون تحصين

فحُزتُ في الطب والتطبيب مَنزلة

يَغارُ مِن وَصفها الشم الأساطين

وكِيلَ مدحٌ وإطراءٌ وتهنئة

وكم أقيمتْ على الحُسْنى البراهين

واليوم تحت يدي الجُثمانُ أنظرُهُ

والقلبُ منفطرُ الآهات مَحزون

لواعجُ البؤس تكويهِ وتجرحُهُ

وما له في الذي أضناه تسكين

عُذراً أبي أنني لم أحم دِيرتنا

من الأعادي لهم بأسٌ وتمكين

أتوا على الدار ، والأحقادُ تسبقهم

وأهلُ داري محاويجٌ مساكين

همُ استباحوا الحِمى استباحة عجبتْ

لها العقولُ ، فما لها موازين

ما ذنبُ شعب حِماهُ اليومَ مُغتصَبٌ

وغاصبُ الدار والأصقاع ملعون؟

ما ذنبُ طِفل غدتْ جسومُهم مِزقاً؟

وهل يُفيدُ ذوي الأموات تأبين؟

هل ذنبُهم أنهم عاشوا بلا وطن؟

أم أن موطنهم حقاً (فِلسطين)؟

أحرجتني يا أبي بالصمت يُلجمُني

وفي صِماتِك تهتاجُ المَضامين

اذهبْ إلى قبرك الميمون مبتشراً

وكل قبر شهيدِ الحق مَيمون

عهداً سنثأرُ يا أبتاه ، نحن لها

رئبالة ، نحن في الهيجا عرانين

عليك رحمة رب الناس ما طلعتْ

شمسٌ ، وعاودَ بعد البدء عُرجون

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة