الديوان » أمين بويزعقن » كيف سلب للزهر جماله

 
 
كِذبَه!
تِلْك الخُرَافَة الَّتِي تَقُولُ : 
مِنْ وَرَاءِ الزَّهْر جَمَال ! 
الزَّهْر لَمْ يَكُنْ يَوْمًا إلَّا اخْتِلَافًا لأشواك ضَائِعَة 
فِي ثَغْرِ أُنْثَى قَاسِيَة . . 
وَلَمْ يَكُنْ أَيْضًا سِوَى ضَجِيجًا للعديد مِنْ الْأَسْئِلَةِ ! 
كَيْف وقعنا فِي مبسمك ؟ ! 
وَكَيْف آزرتِنا الْخِدَاع تِلْقَاء شامتك ؟ ! 
هَل لِأَنَّ مَنْ عَادَةِ كُلِّ أُنْثَى أَنْ تسَبحَ 
فِي عَوَامِل مَأْجُورَة بِأَسْرَارَ وَخيمَة صادمة ؟ ! 
أَوْ أَنَّ مَنْ عَادَتِهَا نَثَر حَبَّات الرَّحِيق بُغْيَة جَذَبٍ وَإِعْجَاب ! 
كُلّ شَتْلَةٍ مِنْ سِرب الزُّهُور حِين قِطَافِهَا 
ماهي إلَّا بِدَايَة لِوِلَادَة حَرْبٍ أنثوية 
متمرغة الْجَسَد ؛ 
و فَلْسَفَة قَد تنهي عشّ التَّجَمُّعَات 
فَيَصِير لِكُلِّ فَرْدٍ رَاهِبة أَو عَاهِرَة أَو ناسكة؟ ! 
أَوْ يَصِيرُ لعقل الرَّجُل مُسْتَقرٌّ يَجْرِي فِي طَيْشٍ الِاخْتِيَار ! 
أو أَنْ يَهِيم بلهفة فِي سَيْلِ التَّجَاوُز وكبح شَهْوَتِه ؛ 
فَشَتَّانَ مَا يَعْبَث بِالأَزْهَار المهرولة أعدادً غفيرة بَيْن نَشْوةٍ وثابة 
وَهَوَى النِّسْوَة لاذِعٌ وَسْطَ التهورات ؛ 
فَلَا شيئ يُعِيد لِطَهَارَتِهَا حِين اِنْحِدَارهَا أَوْجَ الرَّغْبَة الجامحة ؛ 
وَلَا شيئ تهدره بِرَكْعَة لبكرها الْمَسْلُوب 
وَعِرْقِهَا الْمَسْلُوخ كَرَامَةً وَشَرَف ! 
فَلَا حِينًا يَرْحَمُهَا الْقَدْر 
وَلَا حِينًا يَرْحَمُهَا الْمُحِيط ؛ فَهِيَ الْآنَ 
كَوْمَة مَخَاض رَاكِدٍ وَرُوح متأرجحة 
عَلَى أَعْنَاقِ الْمَوْتِ وَالْحَيَاةَ ؛ 
صَوْتُهَا الْكَتُوم المؤنب سيغرق 
وَقْتَهَا وفكرها بضجيج الْأَحْلَام المندفعة 
أَخطاءها الْفَادِحَة ! 
ستُبدي حَاجَتهَا إلَى الْبُكَاء 
لَكِنَّهَا بَعْدَ كُلِّ لَيْلَةٍ مُضْمِرَة بِالْوَجَع 
سترفع أَعْلَامَهَا الْبَيْضَاء 
وتنبطح مُضْنِيَهً بالتساؤلات : 
مَتَى كُنْتَ طَاهِرَةٌ 
وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ كُنْتُ طَاهِرَةٌ 
لأولد فِي صَفٍّ الْوَرْد الْيَوْم زَهْرَة عَاهِرَة !

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أمين بويزعقن

أمين بويزعقن

2

قصيدة

أمين بويزعقن،شاعر وكاتب ومؤلف مغربي من مواليد مدينة سنة 1998، إزدان بالدار البيضاء بالمغرب، وتلقا تعليمه في مدينة مدينة مراكش بجامعة القاضي عياض،درس الأدب وتخصص في الدراسات العربية، حمل أمين

المزيد عن أمين بويزعقن

أضف شرح او معلومة