عدد الابيات : 43

طباعة

بماذا أستهلُ لكم مَقالي؟

وكيف أجيبُ عن هذا السؤال؟

وهل تُجْدي المواعظ والوصايا

إذا استعرتْ أباطيلُ الجدال؟

وهل ستُغيّرُ الذكرى فِئاماً

بما ابتدعوا غدَوا في شر حال؟

وهل سيُفيدهم لومٌ وزجرٌ

وتوبيخ يُندّدُ بالضلال؟

وهل سيُقيمُ حُجتهُ عليهم

بصيرٌ بالدليل وبالمقال؟

أم الإقناعُ أصبحَ مستحيلاً

فقد أمسى التفاهمُ كالخيال؟

يمينَ الله بدّلتُم كثيراً

من الأحكام عمداً باحتيال

وعمّتْ فتنة في كل صُقع

يُؤججُ نارَها عادٍ وقالي

وزاحمَ الابتداعُ نصوصَ وحي

وتوصيفي له فوق احتمالي

دهى عيشَ الأنام ، وبات نهجاً

ومَهّدَ دربَه أخزى الرجال

ومَدّ إلى الجنائز شر كفٍ

فسربلها بألوان الخبال

فأرسلَ نعيَهُ في كل وادٍ

ليُخبرَ كل أصحاب المعالي

وأصلحَ بوقه من كل عيب

لِيُعْلم كل غاليةٍ وغالي

وفي النعي القبيلة والمَزايا

وفيه الأصدقاءُ مع الأهالي

يقول: فلانُ ودّعنا ، وولى

إلى الأخرى ورحمةِ ذي الجلال

وفي الجنات يرتعُ مستريحاً

له فيها العرائسُ والمَوالي

ويقطعُ في الكلام بلا احتراز

ويُسْهبُ في التوسّع في المقال

ومَن أدراك بالغيب المُخبّا

لتُنْبئ عن خواتيم المآل؟

ويُؤتى بالجنازة قد توارتْ

فما التابوتُ يملأ عينَ سالي

ولا التابوتُ يُحْدِثُ أي ذِكرى

تُعَلمُنا مواعظ الانتقال

ولا التابوتُ يُدْمِعُ أي قلب

تُجَندله إشاراتُ الزوال

ويبتدئ المُعزون التحايا

وينتظرون قارئ الابتهال

ويستمعون مُرتزقاً يُعَزي

بإطراءٍ يُشاطرُ ، أو يُمالي

وخطبة واعظٍ لم يألُ جهداً

تظاهرَ بالبكاء والاعتلال

وأقوال نأتْ عن كل رُشدٍ

وأغلبُها أتاه بالارتجال

وهل بدعٌ تروقُ لذي رشادٍ

يُرَوّجُها الجهولُ لنهب مال؟

ومرتزقٌ بمن جاؤوا يُصَلي

ويَمْضي موكبٌ ، والصوتُ عالي

بتكبير وتهليل وآي

تُرَددُ بين مُستمع وتالي

وعند القبر مُرتزقٌ يُسَرّي

ويَخترعُ المناقبَ باعتمال

وبعد الدفن مُرتزقٌ يُلاحي

ودمعُ العين سالَ على الرمال

وأقوامٌ – على التأمين صرعى

بأصواتٍ طغتْ في الانفعال

فلا عينٌ بكتْ لمصاب عبدٍ

طوتْهُ اليومَ طارقة الزوال

فأمسى في التراب نزيلَ قبر

ولم يَحسَبْ حساباً لارتحال

ولا قلبٌ تأثرَ بالمنايا

وأمسى الاكتراثُ مِن المُحال

لعاً للمَيْتِ لم يُوص الندامى

بألا يبرحوا حَدَ اعتدال

وأن يتقيدوا بالشرع طوعاً

فشرعُ الله يزخرُ بالكمال

ألم تتْبعْ جنائزَ قبلُ شتى

وشاهدت ابتداعاتِ الموالي؟

وأنكرت الذي صنع الخزايا

فها هم يدفعونك للنكال

ففاتحة الكتاب عليك تُتْلى

وليس لمُنكِر أدنى مَجال

فهل في الدين جاز الأمرُ هذا؟

أفي القرآن والسبْع الطوال؟

لماذا يُبدِعون لِمَا أرادوا

وليس لسُنةٍ أدنى امتثال؟

كفاكُم ربكم بنصوص وحي

لماذا طِعتمُ أهلَ الضلال؟

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة