الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » إلى أين يا عدوة نفسها؟

عدد الابيات : 45

طباعة

إلى أين بالأسْرة المُنطلقْ؟

لقد أغلقَ الكيدُ كل الطرق

وباءتْ بتمزيقها أسرة

وأضحى الجميعُ على المُفترق

وشتتها المكرُ حتى غدتْ

تُفتشُ في ذي الدنا عن أفق

وباتت – بغدركِ أضحوكة

فهلا كففتِ صنوفَ النزق؟

أليس بقلبك بعضُ الوفا

لكي تطرحي عنكِ شر الخَرَق؟

لماذا الفضائحُ بين الورى؟

لماذا التعدي وسُوءُ الخُلق؟

لماذا التجاوزُ؟ أين الحَيا؟

لماذا التحدي؟ لماذا الحَنَق؟

لماذا على الزوج مثلُ اللظى

وعيشُكِ قد عَرْقلتْه المِشَق؟

وأبناؤكِ اليومَ مثلُ العِدا

فليسوا خِياراً ، ولكنْ عُقق

هداديكِ إن الدروبَ اشتكتْ

ولمّا يعدْ عَبرَها منطلق

وزوجُكِ أعطى الأمانَ ، ولم

يَشك ، وحُقّ له أن يثق

لأنكِ أظهرتِ ما يَرتجي

من الحب ، والحبُ قيدٌ ورِقّ

وخادعْتِهِ بالأماني زهتْ

فأذهبتِ ما زاره من قلق

فأيقنَ أنكِ زوجٌ لها شأنُها

عن الأم والأخت لم تفترقْ

فوَقعَ (توكيلهُ) عازماً

على سَفْرهِ – للنجا يستبق

وطالَ اغترابٌ غزاهُ الشقا

وكادَ المسافرُ أن يَحترق

وخدّاعة أدركتْ فرصة

فقد آنَ للمِلك أن ينسرق

وزوّرتِ عقدَك في خِسّةٍ

ويَحكمُ دنياك نصُ الورَق

وآلتْ إليكِ دِيارٌ بنى

ومُلّكْتِ جَوهرَهُ والوَرِق

وأبدِلتِ من بعد فقر غنى

وبات الغنى مِخذماً يُمْتشق

وعاديتِ زوجَكِ ، لم تعذري

وقوسُكِ في الحرب لم تنشرق

وأشهرتِ سيفكِ ، لم ترحمي

وقطعْتِهِ ، واسْتبحت المِزَق

وطالبتِ بالخلع ، مغرورة

إلى حتفها والفنا تستبق

وغرّكِ حِلمٌ تحلى به

وغرتْكِ أمواله والشقق

وبارزتِ بالإفكِ ، لم تصْدُقي

وبئسَ التخرصُ من منزلق

ولم تقبلي الصلحَ حلاً لما

بُلِيتُم به ، قلتِ: لم نتفق

وقوّضتِ بيتكِ ، يا للأسى

بشكّكِ والباطل المختلق

وغيرةِ بلهاءَ لم تدّكِرْ

فهاجَ السعارُ ، وطم الرهق

وأسْرتكِ اليومَ في فرقةٍ

ببحر الحياة تُعاني الغرق

ومَوجُكِ يجتاحُ ما عندها

من الفلكِ بالشط لم تلتحق

تعوقين ما حصّلتْ من نجا

ويردمُ عِندكِ حتى النفق

أمَا من رشادٍ يُعيدُ العُرَى

ويمحو من العيش هذا الغسق؟

حنانيكِ يا هذه ، واعقِلي

رَكِبتِ بهم طبقاً عن طبق

وسربلتِ عِيشتهم بالضنا

وأسقيتِهم عائداتِ الأرق

فتوبي عن الغدر أتقنتِهِ

وخلي اللجاجَ ، وفوتي المَلق

بناتُك كلٌ إلى زوجها

تتوقُ إلى حبها المؤتلق

وأبناؤكِ البُلهُ كلٌ إلى

بُييتٍ به زوجُه يا شَلق

وزوجُكِ يُفضي إلى زوجةٍ

تصونُ الودادَ بقلب شَفِق

تُعَوّضُهُ عن بلاءٍ مَضى

بما أوتيتْ مِن جميل الخلق

وتبقين وحدكِ ألعوبة

تلوكِين وَهمَكِ بعد الفرق

وقد تمضُغِين المَرارَ الذي

يُمَرّرُ خبزكِ بعد المَرق

جزاءً وفاقاً بما قدّمتْ

يداكِ ، فظلمُك يوماً سبق

وإن مِتِ أدمُعُنا قد أبتْ

هطولاً ، فقد جَمّدتْها الحِدَق

ويومُ القيامة يومُ القضا

ستلقين فيه عقاب النزق

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة