عدد الابيات : 36

طباعة

سنابلُ القمح في كفيكِ كالذهبِ

تُزري يُنوعتُها بالجوع والسغبِ

يا مَن مَلأتِ حياتي بهجة وهنا

يا رَبّة الخُلُق الرفيع والأدب

أجِلّ قربَكِ مُختالاً بعِشْرتنا

والقلبُ يَهواكِ عن حُب وعن رَغب

ولا ألامُ على القربى بلغتُ بها

شرافة العِز في مُحلولكِ الكُرَب

فحُبّكِ اليوم يَهديني السبيلَ إلى

تدارُكِ الفوْت يُنسِيني أسَى نَصَبي

لولا ودادُكِ – بعدَ الله عَوّضني

عمّا ألاقيهِ مِن قهر ومِن غلب

لولا وُقوفكِ جَنبي في مفاصلتي

لزوجةٍ لعبتْ بالحب والنسَب

سَقيتِني الحُب والتقديرَ بعد شقا

بُليتُ منه بألوان من النوب

كم لمْتُ نفسي على التقصير فيه خبَتْ

حتى ارتضيتُ لها معيشة العَزَب

كم احتملتُ نشوز الزوج محتسباً

نشوز زوجة عبْدٍ أشرسُ العِيَب

كم اصْطبرتُ لعلّ اللهَ يُصْلحُها

ومَن يُكابدْ مَرارَ الصبر يكتئب

كم التمستُ هداها عند خالقها

وكم تركتُ اعتراضي العفَ عند أب

وكم بذلتُ لها نصحي وتذكرتي

علّي أبوءُ مِن الرّعناء بالحَدَب

وكم أبنتُ لها استياءَ ذي نُبُل

وكم لجاهلةٍ صَرّحْتُ بالسبب

وكم تلظيتُ في نيران صَولتها

وكم صُلِيتُ بأشواظٍ من اللهب

وكم عجبتُ لمن باعتْ قرابتنا

ومَن تبعْ أهلها تُذمَمْ وتُجْتنب

وشيجة الدم لم تردَعْ تعنتها

أليس في عقلها شيءٌ من اللبب؟

وكم سَخِرتُ مِن الشقيّة افتتنتْ

بالمال حِيز لها والدار والذهب

وكم هزئتُ بمن عافت محبتنا

والعيشُ إن يُمتزجْ بالبُغض يضطرب

تمردتْ ، وعتتْ عن عَيش باديةٍ

وما استكانتْ لمَا أسْديتُ مِن عتب

وَيْلُمّا برزتْ بالسوء جاهرة

فما المبرر يا سريعة الغضب؟

ماذا استفدت من الآلام لاعجة

تُفضي إلى لعنة الشكوك والريب؟

حوّلتِ عيشي جحيماً لا يُضارعُهُ

عيشُ تمرغ في التكدير والنصب

باءتْ حياتي بأوجاع أكابدُها

في لجّة القهر والتعذيب والوَصَب

حتى ظفرتُ بمن تحلو الحياة بها

وليس بينكما شيءٌ من النِسَب

شتانَ بين حَصان طابَ مَحْتِدُها

وفي الذؤابة في أصل وفي نسب

وبين ساقطةٍ في الغي سادرةٍ

وإن تكن من ذوات الجاه والنسب

جَفاءُ عِشْرتها أصابَ هيبتها

في مقتل ، فدهاني سوءُ منقلب

واليوم ودّعتُ ما عاينتُ من إحن

وغرّدَ العيشُ بالترجيع والطرب

اليوم رفرفتِ الآمالُ ضاحكة

وهرولَ السعدُ في بُحبوحة الخبب

وأشرقتْ شمسُ أيامي ، فما أفلتْ

والشملُ إنْ تبسُمِ الأحوالُ يرتئب

أبدِلتُ مِن زوجةٍ لم تحترم ثقتي

بزوجةٍ كِلمتي كالأمر والطلب

يا زوجة غمرتْ عَيشي بطِيبتها

لكِ احترامي وحبي يا ابنة العرب

وعشتِ لي سَنداً في العيش أكْبرُهُ

عسى تطيبُ به لواعجُ النُدَب

أدامَ ربكِ ما تُزجين من مِنح

وحقق الله ما نرجو من الأرب

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة