الديوان » ايهاب الشباطات » أَأَنْكَرْتَ داراً أم تَناكَرْتَ ديَّارا

عدد الابيات : 35

طباعة

أَأَنْكَرْتَ داراً أم تَناكَرْتَ ديَّارا؟

فلسْطينُ لمْ تُنْكرْ مِنَ الحقِّ مِعْشارا!

إليْها مَشى أعْمى إذا شاءَ أنْ يَرى

مِنَ الحقِّ عَيْناً لمْ ترَ الدَّهْرَ أنْوارا

و حارَ بها صُمٌ و هُمْ يسْمعونَ مِنْ

فَمِ الحقِّ قوْلاً يُطْرِبُ الأذْنَ مِزْمارا

فَصارَ لِباسُ الخُرْسِ "كوْفيَّةً" إذا

أرادوا بقوْلٍ: خُذْ رجالاً و أحْرارا

لَعَمْري كلامُ الخُرْسِ أفْصحُ مِنْ فَمٍ

يقولُ: ب "تَطْبيعٍ" سنَصْنعُ أسْحارا!

وَلوْ كانتِ الأنْسابُ في النَّاسِ تُنْتَقى

لكانتْ فلسْطينُ الطَّليبَةَ أقْدارا

قَهَرْتُمْ فِرى الكُفْرانِ نُكْرَ صُمودِكمْ

لَحَتّى دَعا الإلْحادُ باللامِ قَهّارا

وَظَنّوا بكمْ ك "اليانِكي" في "هنودِهم"

وكانتْ ظُنونٌ في فلسْطينَ أوْزارا

نَوايا مُريدي الخيْرِ نامتْ بلُسْنِهمْ

و أخْباثُ قلْبٍ قامتِ الليْلَ إسْرارا

فَقولوا لِمَنْ حاكتْ فُصولَ دَسائِسٍ

فلسْطينُ ما فكَّتْ مِنَ المــَجْدِ أزْرارا

ألا لا تَلُمْ ليْثاً بِغَدْرَةِ أَضْبُعٍ

إذا لمْ يَجِدْ غَوْثاً مِنَ الأُسْدِ أنْصارا

و رَبّي قَضى "أيّوبَ" للْصَبْرِ آيةً

وَ أنتمْ لمــِنْ آلائهِ اليوْمَ تَكْرارا

و "عيْسى" بأذنِ اللهِ أحْيا نفائِساً

و أنتمْ مَسيحٌ قدْ أماتَ لنا العارا

و حاباكُمُ التاريخُ كُلَّ نَفيسةٍ

فَلِيمَ ، فَعَدَّ الألفَ عاماً و أعْذارا

فَكُنتُ لهُ خَصْماً كقاضٍ و شاهِداً

فأدْركْتُ أنّ الحُسنَ ما كانَ غَرّارا

زُنودُكمُ قالتْ فظَنَّتْ جماعةٌ

بأنّ كريمَ الزَّنْدِ تُنْتجُ أفْكارا

فقُلْتُ لهمْ :صِبْتُمْ فَمِنْ نَثْرِها أنَا

ألُمُّ و بيْنَ النَّاسِ أُسْميهِ أشعارا

وإنْ تُنْجدوا مِنّي لِساني فَقَبْلَها

تَنَاجَدْتُمُ الإسْلامَ والعُرْبَ أعْمارا

تَسَاوى لكُم فِعْلٌ بوَزْنِ مَقالِكُمْ

وما زادَهُ قَوْلي معَ الوزْنِ إكْثارا

وكُلْ مِنْ جَنى حُرٍّ و صُمْ عنْ عَبيدِها

عُلا السُّحْبِ لا الودْيانُ ما غاثَ أمْطارا

و إنْ أدْمتِ الأعْداءُ سودَ تُرابِكمْ

فَقَدْ صَبَغَتْ قَلْبي سَواداً و أكْدارا

كفاكَ بِحِقْدِ القلْبِ دَعْواً عَليْهمُ

بما ذاقَ عُمْراً إكتئاباً و أَطْوارا

ولوْلا جَفافُ الدَّمْعِ إثْرَ هَوى الصِّبا

رَأيْتُمْ نَدى دَمْعي كُؤوْساً فأَنْهارا

فصارتْ عُيوني حِينَ تَعْيا بأدْمُعٍ

تُنادي فُؤادي: هاتِ لي الدَّمَ مِدْرارا

وما شانَ أرْضَ الحُرِّ حُرُّ دَمٍ ، فَمِنْ

دِماءِ الشَّهيدِ الأرْضُ تُنْبِتُ أزْهارا

سَلامُ إلهي كُلَّ روحٍ شَهيدةٍ

فِراقُكُمُ قدْ أوْجعَ القلْبَ تَذْكارا

كَسا اللهُ مِنْ لُبْسِ الجِنانِ عِظامَكُم

وللهِ ما ذابتْ حَشا التُّرْبِ أعْطارا

لَكمْ ذِكْرياتٌ مُقْمِراتُ صُدورِنا

وَ سَلْوى لَنا إنْ يَذْكُرِ القَلْبُ أقْمارا

وَلوْ كانتِ الأشْواقُ لحْماً و خافِقاً

لطارَتْ مِنَ التَّحْنانِ خَفْقاً و أَطْيارا

فواللهِ ما هَفَّ النَّسيمُ أنوفَنا

وإلّا نَثا مِنْكُمْ هَفيفاً و مِعْطارا

ولوْ كانتِ الأرْواحُ بالشِّعْرِ تُفْتدى

لسُقْتُ قَوافيهِ وإنْ كالَ أَظْفارا

بذِمَّةِ رَبّي قدْ تَرَكْتُ نُفوسَكمْ

تَرى غَيْرَ ما عَيْني تَرى الليْلَ سَهَّارا

ومِنْ نَكَدِ الدُّنْيا بأنَّ الفَتى يَرى

نَجِيسَ يَدٍ قامتْ توَضِّئُ أطْهارا

فَوا أَسَفا طابَ الجُنونُ لعاقِلٍ

وَوا أَسَفا صابَ المنِيَّةَ مُخْتارا

ولا أَسَفا دُنْيا تُري الخَيْرَ أشْرارا

ولا أَسَفا دُنْيا تُري الشَّرَ أخْيارا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ايهاب الشباطات

ايهاب الشباطات

30

قصيدة

أديب و مفكر أردني، لديه ديوان شعر تحت الطبع بعنوان "يا سلام الرشيد" ، كتاب بعنوان "التوحيد و التصورات المسبقة" ، أشاد به عدد من النقاد الأدبيين مثل الأديب العراقي عبد الستار النعيمي الذي قام

المزيد عن ايهاب الشباطات

أضف شرح او معلومة