الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » كلابها أصدق من أهلها!

عدد الابيات : 25

طباعة

تُزري بأهل التقى شهادة الزورِ

وكم بها خُربتْ في الأرض من دُورِ

لا يَشهدُ الزورَ إلا مَن به سَفهٌ

وما له في البرايا أي تقدير

يُضَللُ الناسَ بالبُهتان يُشْهرُهُ

سيفاً يَذودُ به عن الأساطير

ويْحَ الأكاذيب أملاها ، ورَوّجَها

حتى يُضَللَ ألبابَ الجماهير

حتى أتى الدورُ مَن بالباطل اشتغلوا

في قريةٍ خبُثتْ ، تحيا على الزور

ومنهمُ رَجُلٌ تزوّجَ امرأة

سِراً ، ولمّا يكنْ فيها بمشهور

ولم يكنْ مُحسناً يوماً لزوجته

إذ كان يظلمُها بدون تبرير

وكابدتْ عِيشة طالت مَرارتُها

واستقبلتْ باصطبار كل تكدير

حتى إذا استحكمتْ قيودُ زيجتِها

لاحَ الطلاقُ بآفاق الدجى نورا

وبعده انطلقتْ في ساح محكمةٍ

حتى تُشَهرَ بالحليل تشهيرا

وتشرحَ الحال للقاضي ليَعذرها

وقال للزوج: سُقْ – للأمر – تبريرا

فضاقَ ذرعاً لكذاب بغى وطغى

فلم يؤثّرْ – على قاضيه – تأثيرا

وزاد: لستُ لها زوجاً ، ألا اعتبروا

وهل يُصدّقُ قاضينا الأساطيرا؟

وقال قاض لنسأل شاهديك إذن

حتى نُبَصّرَ – بالأمور – تبصيرا

فأنكرَ الشاهدان الأمرَ ، واعترفا

بما يُخالفُ نص العقد تغريرا

وقال قاض لها: الكلابُ ترشدُنا

حتى نُفنّد تدليساً وتزويرا

هل تأخذين بما نقول يا امرأة؟

أم تكتفين بما نظرتُ تنظيرا؟

قالت: وهل تصدقُ الكلابُ إن سُئلتْ؟

قالوا: سننظر نبْحاً بات تقريرا

فسار قاض ، وسارتْ خلفه قَصصاً

فوقرتْها كلابُ الحي توقيرا

وأقبلتْ نحوها تُزجي مَودتها

كما تُسَر بقوم ساكَنوا الدورا

فطلقوها مِن الزوج الذي كرهتْ

وناصحوها بترك الدار تخييرا

لا خيرَ في قريةٍ بالزور قد عُرفتْ

ولا تُقدّرُ أهل الصدق تقديرا

وأصْدقُ الأهل فيها أكلبٌ شهدتْ

فبَصّرتْنا بدعوى الحق تبصيرا

هذي حقوقكِ قد جاءتكِ كاملة

وفي طلاقكِ كان الخيرُ مذخورا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1857

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة