عدد الابيات : 46

طباعة

شِعرُ فاخرْ كل النسا بالعَنودِ

في سَجاياها غنّ عذبَ نشيدِ

أقسمتْ أن لا تستكين لحال

أو عذاباتٍ كالردى ، أو قيود

كابدتْ في العيش البئيس احتساباً

حِرتُ جداً في سَعيها المحمود

كم ترَدّتْ حولَ (العنود) فئامٌ

غيرَ رَهطٍ مِن الكِرام الصِيد

كم تدَنّتْ خلائقٌ ليس تُحصى

وهْيَ كلمى ، تنعى جراحَ الصمود

كم تمادتْ في جدّها والتحدي

دون رُعب يُزجيهِ أشقى العبيد

كم سَعتْ – فوق الشوك – دون اكْتراثٍ

لا تُبالي بالموت مثل الأسود

كم تمنّتْ صلاحَ حال وزوج

والأماني باءتْ بضنكٍ أكيد

كم تعزتْ بالصبر يُضفي عليها

كل حُسْنى مِن خيره المَعهود

سافر الزوجُ ، ثم أوصى وَضيعاً

والوضيعُ لم يرعَ شأن العنود

ما ارعوى للأخلاق تحمي بنيها

مِن سُقوطٍ ما منهُ أي صعود

غازلَ الفضلى كي تذل وتخزى

مُستسيغاً ما اسْطاع من مجهود

لكن العصما ما استجابتْ لنذل

واسْتهانتْ بما تلا من وعيد

خوفتْهه بالله ، لكنْ تمادى

في دروب الغي الرذيل البليد

وافترى لمّا قال: ذِي راودَتْني

ثم راجتْ أكذوبة العِربيد

والأخ انصاعَ ، لم يُكَذبْ حديثاً

قال سِيري في الأرض سَيرَ الشريد

لستِ مني ، ففارقيني مَلِياً

قد علمتِ يا زوجتي مَقصودي

ثم بثتْ لعابدٍ مُشتكاها

قال: فلتهتمي بطفلي الوحيد

ماتتِ الأمُ ، والحنانُ تولى

فامنحي الطفلَ عطفَ أم وَدود

خادمي لم يَمنحْهُ أي حنان

والحنانُ لا يُشترى بالنقود

ثم جاء البلاءُ يسعى حَثِيثاً

عندما شَبّتْ نارُه من جديد

خادمُ الشيخ قال: آخذ حظي

إن خلوتُ يوماً بهذي الخرود

قلتِ كلا يا أسْودَ الوجه فاغربْ

لستُ نهْباً للبيض أو للسود

لكن العبدُ حاك أخزى افتراءٍ

يا له مِن وَغدٍ حقير مُريد

قتلَ الطفلَ بانتقام مَرير

لهفَ قلبي على الصبيّ الوليد

ثم قال للشيخ: أرْدَتْ غلاماً

والدما سالت مِن زكِيّ وَريد

فارتأى الشيخُ أنْ يُخليْ سبيلاً

للتي حَلتْ دارَه من بعيد

ثم أعطاكِ الأجرَ منه احتساباً

فانطلقتِ بين القرى والبيد

تنشدُين داراً وأهلاً ومالاً

بعد نُجْح لخُطة الرعديد

فإذا تحت السوط عبدٌ يُقاسي

ويحَ عبدٍ مُكَبّل مَصفود

قِيلَ في دينارين هذي الرزايا

قلتِ: فكوا القيودَ ، هذي نقودي

وانتظرتِ حتى يرد جميلاً

مَن تخطفتِ من عذاب شديد

لكن النذلُ خان مَن أنقذتْهُ

وارتضى أن يبيعها بالزهيد

واعتدى القبطانُ السفيهُ عليها

وسْط أوغادٍ غازلوا كالقرود

فاستجارتْ بالله من شر قوم

كيف يشقى من يلتجي للمجيد؟

فإذا بالأمواج تُغرقُ فلكاً

ما نجا فردٌ منه غيرُ العنود

إن هذا إنقاذ رب البرايا

للتي عاشت في حِمى التوحيد

واسْتميتِ في العيش نحو المعالي

عشتِ في قصر مُسْتنيفٍ مَشِيد

ثم أبدِلتِ من حليل سفيهٍ

بحليل ذي صولةٍ صنديد

عاش رَدحاً من الزمان أليفاً

فائزاً بين الناس بالتأييد

ثم حانت مَنية وافتراقٌ

والجميعُ عانوا فِراقَ الفقيد

قِيلَ: مَن يحظى بالإمارة فينا؟

قيلَ: هذي ، وبعد جهد جهيد

رَشَحوكِ للحُكم فيهم ، فكانت

دِرعُ أنثى تُقِيمُ بعضَ الحُدود

قدتِ شعباً بالعدل في كل شيئ

ثم جاء الرجالُ خلف الجنود

نالَ كُلٌ جَزاءه دون ظلم

إن هذا فضل الحكيم الحميد

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة