الديوان » حنان لحجوجي الحجوجي » في حب مدينة فاس

عدد الابيات : 43

طباعة

ما بيننا نبضٌ هَفَا، وهَوًى نَفَى

   عِشقَ الغَواني في فؤادي فاكتفى

 

وشبابُ أُنسٍ لا يَشيخُ ومَوثِقٌ

    أَرعاهُ إنْ هُو بِي حَنا أو أجْحَفَا 

 

ما بيننا يا "فاسُ" أَنفاسٌ غَلَتْ

        في ذابِلٍ شوقًا عليكِ تلهَّفا 

 

أَفديكِ  حُسنًا  وَانْجِلاءً  يَرتدي

   الأَنوارَ  ثَوبًا، والوَضاءَةَ  مِعطَفَا 

 

مَن لي بِحَرفٍ مُنصِفٍ لكِ، زاهِرٍ 

     إنّ الغَريمَ نَسيبُهُ ما أَنصَفا

 

فَعَلى البلاغةِ أَن تُريقَ بَيانَها

     وعَلَيَّ أن أسقي القصيدةَ قَرقَفا 

 

في حُبّ"فاسَ" أنا"الضّليلُ" أنا الّذي

     وَقَفَ امتِثالاً  لِلهَوى وَاسْتَوقَفا

 

وأنا الّذي مفتاحُ قَلبي غارَ في

  "وادِي الجواهرِ" لا أُبالي هل طَفا 

 

إيلافُها عِند المَزارِ طَريقةٌ

    وأنا المُريدُ بِقُطبِ"فاسَ" تَصوَّفا 

 

سَأَسُلُّ مِن ديباجَةِ التّرنيمِ في

     عَرصاتِها  نايًا أِثِيلاً  مُرهَفا 

 

لأصوغَها أُنشودةً وَشَّيتُها

    فاءً كما فاءَت ينابيعُ الصَّفا 

 

صَدِّقْ عيونكَ إن رأيتَ ربوعَها

      قَصرًا أَغَنَّ وَكُلَّ رُكنٍ مُتحَفا 

 

يَمِّنْ وَبَسمِلْ فالنهارُ هُنا صَحا

     واللّيلُ يُحيِيهِ التهجّدُ إن غَفا 

 

أَلقِ السَّلامَ فلَن يُساقَ لهُ صَدى

     إلاّ المُتُونَ كما تَلَوْا وَالْمُصحَفا

 

وَاستنشِقِ الأمجادَ في أبراجِها

     فَشُموخُها زَهرٌ أبى أن يُقطَفا 

 

والماردُ المأسورُ في مِصباحها

    كَم  راوَدَتهُ حَواضرٌ.. فتَعَفَّفا 

 

يُحكَى بأنّ الأَسْرَ طابَ لَهُ فَلا

   هُوَ مِنه مَلّ ولا اشتكى وتَأفَّفا

 

هُوَ واقعٌ في حُبها.. ما هَمَّهُ

  لَو ظَلَّتِ الأمصارُ قاعًا صَفصَفا

 

ليظلَّ اِسمُكِ شمسَ عِلمٍ أشرَقَت

  ويَليكِ مَن أَثَرَ السَّنا فيك اقتفى 

 

ويظلُّ كعبُكِ سؤددًا...لا يستوي

  ذو الأصمَعَينِ بمَن بضاعتُه السَّفا 

 

ومدينةٍ ليسَت لَهُنَّ مدينةً

   لا مُستدينَ على المدائنِ يُصطَفى 

 

يا "فاسُ" تيهِي بالدّلالِ فحيثُما

   طَيرٌ ثَوى رَصَدَ الجمالَ مُرَصَّفا 

 

إنّ الفُنونَ المُذهلاتِ جميعَها

   لَولاكِ أنتِ لَما اشتَهَت أن تُعرَفا

 

والمجدُ مُذ تُوِّجْتِ دَهرًا أُمَّهُ

  وعَلَيه حَرّمتِ المَراضِعَ قد وَفى 

 

ومُعزَّزًا عَلمُ الهدى مِن بعدِ"مَكّةَ"

  و"المدينة" في سمائِكِ رفرَفا

 

وهُنا تَآلفَتِ العُروقُ دَمًا دَمًا

   سبحانَ مَن بين الطوائفِ أَلَّفا 

 

وهُنا القبابُ  تَضِجُّ  ذاكِرةً إذا

  الأفَّاكُ  أَنكَرَ والحسودُ استَنكَفا 

 

إنّ الحضارةَ قصّةٌ فاسِيَّةٌ

فالزَّيفُ في مَن دُونَ"فاسَ" تَكشَّفا

 

أُمُّ العواصمِ بعدها شَحَّ النَّدى

   ودُجى الزمانِ على ضُحاهُ تَأسَّفا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حنان لحجوجي الحجوجي

حنان لحجوجي الحجوجي

22

قصيدة

أعمل بوزارة التربية الوطنية أستاذة لمادة الرياضيات شاعرة (الشعر العمودي) ديوانان: "سديم الأديم"و" عنتريات أنثى"

المزيد عن حنان لحجوجي الحجوجي

أضف شرح او معلومة