الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » الأخت الكُبرى الضحية!

عدد الابيات : 59

طباعة

أهديكِ خيرَ تحيةٍ وسلامِ

يا رَبَّة الإحسان والإكرامِ

وأعَطرُ الترحيبَ فوَّاحَ الشذى

وأسوقُ للعصماء عذبَ كلامي

وأزخرفُ التفعيلَ رَنانَ الصدى

مُتبختِراً في حُلة الأنغام

وأتوِّجُ السمحاءَ تاجَ شَرافةٍ

من بعد رسم الفص بالمِرسام

وأخصُّ بالشعر الأصيل أخيَّة

بلغتْ ببذل العُرف خيرَ مَقام

وتفردتْ في كل جودٍ حِسبة

للخالق المتكبر العلام

وتجَرَّدتْ من حظ نفس تبتغي

عيشاً ترفعَ عن دُجى الآلام

وتجمَّلتْ بالبذل ينفعُ غيرَها

كي ينعموا في غِبطةٍ ووئام

وتحمَّلتْ أعتى المواقف ترتجي

للأهل عيشاً في بهي سلام

كم كابدتْ في العيش دون شِكايةٍ

من عجْز قدرتها مدى الأيام

كم قدَّمتْ من تضحياتٍ جَمَّة

تُفضي إلى الأهداف والآضام

كم رتبتْ أعتى الأمور بحكمةٍ

بنتائج في منتهى الإحكام

كم خططتْ خططاً لتُكْمل دَورَها

لم تلق مُر العيش باستسلام

كم ناولتْ نصحاً بدون ترددٍ

حتى يكون به بلوغ مُرام

والأم ماتت في ربيع شبابها

والكل يُسقى مِن كؤوس حِمام

مَن ذا سيُكْمِل دَورَ أم قد ثوتْ؟

ستقومُ ذي بالدور خيرَ قِيام

ستُعوِّضُ الأخواتِ عن أم قضتْ

ليَعِشْن في بُحبوحة الإنعام

سيَجدْن أنسامَ الأمومة غضة

أكرمْ بما تُسديه من أنسام

ولسوف ترعى والداً في شيبه

وتُحيطه بحنانها كغلام

والأبُّ قال: تزوَّجي ، واستمتعي

بالعيش وفق شريعة الإسلام

فالبدءُ بالكبرى طريقة قومنا

والعُرفُ مُعتبَرٌ لدى الأقوام

قالت له: كلا لأجلك يا أبي

ولسوف أحجمُ غاية الإحجام

ستضيعُ إنْ زوَّجتني يا والدي

وأنا سأشربُ كُدرة الإيلام

أنا في جوارك بَرة وسعيدة

أحنو على الأهلين والأرحام

زوِّجْ أخيَّاتي ، فهذي رغبتي

ولسوف تسلمُ من شديد ملام

والأبُّ نفذ ما ارتأتْه بُنيَّة

فتحتْ عليه بوعيها المتنامي

ورحلن عن دار سعِدْن بأنسِها

وتركْن فيها قسوة استذمام

لم يكترثن بوالدٍ أمراضُه

كثرتْ ، ولا يُشفى من الأسقام

ثم انقضتْ أيامُه ، وأتى الردى

والموتُ مكتوبٌ على الآنام

وأتين في ثوب الحِداد قوانتاً

وعوابداً في منسك الإحرام

وزواهداً في طِلبة الإرث الذي

ترك الفقيدُ ، ودونما استرحام

وأردن بيعَ البيت رغم وصية

بأخيةٍ بذلتْ بلا إرغام

قلن: الوصية لن ننفذ نصها

حتى ولو قد كان حَد حُسام

وأتى إليهم مشتر متعجِّلٌ

يبغي الشراءَ بدقةٍ ونِظام

فحكتْ أخيَّتُهم حكايتها التي

تُدمي فؤادَ المُخبت الفهام

والمُشتري لسِجالهن فما ارعوى

والبيعُ تم بدون أي سَوام

ورجَته كُبراهن إمهالاً إلى

حَل يُزيلُ مرارة الآلام

قالت: سأبحثُ عن بُييتٍ ، فانتظرْ

واشملْ بُكائي والرجا بلِثام

قال: اسْتلمتُن النقودَ ، فوقعي

أنا عنك بعد اليوم لستُ أحامي

قالت: أوقعُ ، ثم أمنَحُ فرصة

من بعدها لن تلق أي مَلام

والعقدُ في يُمناك ، فأمَنْ جانبي

تعساً لقِرطاس وللأقلام

ومضى ، وأغلق مشهداً دمِعتْ له

عينانِ: كلٌّ سُربلتْ بقتام

وبقيتُ رهنَ هواجس ووساوس

والجسمُ فوق جَنادل ورُكام

يومٌ يمر ، وآخرٌ يأتي ، ولي

في ليل كلٍّ أعجبُ الأحلام

والمُهلة ارتحلتْ ، وجاء المشتري

يبغي الوفاءَ بسابق الإلزام

فبذلتُ في اللقيا احتمالاً لاعجاً

وصَمَتُّ صمت الوُثن والأصنام

وطفِقتُ أبحثُ عن كلام لائق

لكنْ فمي لم يلق أي كلام

قال: السلامُ على زعيمة قومها

لكنْ لساني عافَ كل كلام

فذكرتُ ربي ، وادَّكَرْتُ هُنيهة

وأجبتُه ، وبدأتُ باستعلام

إنْ كنت جئت تُريدُ بيتك ، فاصطبرْ

لم ألق سُكنى ماجدين كِرام

والشهمُ قاطعني ، وأردفَ قائلاً

البيت مُلكك دونما استحكام

مّلكتُكِ البيت المَشَرَّفَ حِسبة

لا تسألي أبئسْ بالاستفهام

وإذا أردتِ زواجَنا ، فاستبشري

أوليكِ حُبي – صَدِّقي وغرامي

وإذا أردتِ البيت دون زواجنا

فالعقدُ بين يديكِ فيه كلامي

فقرأتُ نص العقد والنفسُ احتفتْ

والعينُ قد نظرتْ سنا الأختام

وقبلتُه زوجاً لتُشرق عِيشتي

واللهُ عوضني بذا المقدام

والمهرُ كان البيت ، يا لسعادتي

حمداً لرب الناس ذي الإكرام

ما كان بي من نعمةٍ أدركتُها

فمن الإله الأكرم العلام

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة