الديوان » رافع آدم الهاشمي » وَ هذا غَيضُ فيضٍ يعتريني

بصوت :

سجينٌ في عذابٍ لستُ أَدري

متى يعفو الإِلهُ وَ يحتويني؟!

فقَد طالَ السَوادُ مِنَ الليالي

وَ زادَت لوعتي نزفَ الوَتينِ

وَ غابَت فرحتي دهراً طويلاً

وَ ضاقَتْ في الأَسى كُلُّ السِنينِ

فلَم أَرَ في الروابي غيرَ بؤسٍ

وَ لَم أَسمَعْ بهَا غيرَ الطَنينِ

فأَمَّا الأَقربونَ ففي رخاءٍ

توارى خلفَ شَرٍّ مِن لَعينِ

وَ أَمَّا الأَبعدونَ ففي هناءٍ

تبارى عندَ مَكرٍ كالجَنينِ

وَ أَمَّا القلبُ محزونٌ كَسيرٌ

أَتاهُ الْجُرحُ مِن دُنياً وَ دِينِ

كأَنَّ الأَرضَ تكرهُني اِستباقاً

وَ تسعى نحوَ طمسي تحتَ طِينِ

كأَنَّ سعادتي هَرَبت فِراراً

وَ جاءَ القبرُ كَرْهاً يشتريني!

فلا الأَيَّامُ تُعطيني اِنتعاشاً

وَ لا الأَحلامُ تُكرِمُ بالْحَنينِ

وَ لا العَينانِ أَوقَفَتِ اِنهماراً

مِنَ الدمعِ الغَزيرِ معَ الأَنينِ

أُكابدُ حُرقةً بينَ الحشَايا

وَ أَبكي صامتاً مثلَ الدَفينِ

وَ أَصرخُ صادِحاً بينَ البراري

وَ أَسأَلُ صادِقاً مَن يرتجيني

أَأَبقى في عَذابٍ لَستُ أَدري

متى يَعفو الإِلهُ وَ يحتويني؟!

أَمِ الأَيَّامُ حُبلى سوفَ تأَتي

بمَا أَهوى مِنَ الأَمرِ الرَزينِ؟

فيَا زَمَناً أَرانيَ كُلَّ شَينٍ

كَفى رُحمَاكَ بي ماذا تُريني!

فقَد فاضَ الفُؤادُ وَ ماتَ صَبري

وَ هذا غَيضُ فَيضٍ يَعتريني.

 

[رافع]

 

إِهداء قصيدة وَ هذا غَيضُ فيضٍ يعتريني:

إِلى واجب الوجود..

إِلى الموجِد لكلِّ موجود..

إِلى مَن ليسَ كمثلهِ شيء..

إِلى خالق الضوء وَ الفيء..

إِلى مَنْ هُوَ: هُوَ..

إِلى مَن ليس غيره هُوَ..

إِلى مَن خلقني مِن العَدَم..

إِلى مَن ركّبنَي مِن لحمٍ وَ دَم..

إِلى الّذي ليسَ لي معبودٌ سواه..

إِلى الّذي أُحِبُّهُ وَ أَهواه..

إِلى خالقي وَ إِلهي وَ رَبِّي وَ سَيِّدي وَ مولاي، ربِّ العالمين: (الله) تقدَّسَتْ ذاتُهُ وَ تنزَّهَتْ صِفاتُهُ؛ تعبيرَاً عمَّا أَكنُّ لَهُ مِن حُبٍّ خالصٍ خالطَ حشايا الفؤاد؛ لا طمعاً في جنَّةٍ، وَ لا خوفاً مِن نارٍ؛ إِنــَّمَا وجدَّتُهُ حَبيبَاً يستحقُّ الْحُبَّ بمعناهُ الأَصيل، في زمنٍ أَصبحَ فيهِ الْحُبُّ حاجةً وَ ليسَ اختياراً قَطّ!

 

توثيق:

قصيدةٌ شعريَّةٌ عموديَّةٌ فصيحةٌ تتأَلَّفُ من (17) سبعة عشر بيتاً، البيت الأَوَّل منها انتهيتُ من نظمهِ في تمام الساعة الـ (10) عاشرة وَ (10) عشر دقائق صباحاً، بتاريخ يوم الأَربعاء المصادف (16/ رمضان/ 1437هـ) الموافق (22/6/2016م)، وَ مَا بعد البيت الأَوَّل حتَّى آخرها، انتهيتُ من نظمهِ في تمام السَّاعة الـ (2) ثانية وَ الـ (52) اثنين وَ خمسين دقيقة فجراً، بتاريخ يوم الجمعة المصادف (6/ ذو الحجّة/ 1437هـ) الموافق (9/9/2016م).

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن رافع آدم الهاشمي

رافع آدم الهاشمي

25

قصيدة

رافع آدم الهاشمي: كاتب عراقي مولود في بغداد سنة (1974)، باحث، شاعر، محقق، أديب، سيناريست، متخصص في إدارة الأعمال و تطوير المشاريع التجارية و تنمية الموارد البشرية و علوم اللغة العربيَّة و ال

المزيد عن رافع آدم الهاشمي

أضف شرح او معلومة