مَلَكَتْ فُؤادِيَ عِنوَةً وَ تبَسَّمَتْ

مِنْ بَعدِ قَتلِيَ بالجَفَاءِ تَتَاليَـا

وَ مَضَتْ تُعَاقِرُ خَمرَ عِشقٍ كـاذِبٍ

تصبُو الْغَرَام وَ تَدَّعيهِ تَعَاليَـا

مَا هَمَّهَا الْجُرحُ الّذي صَنعتُهُ بـي

تَلهُو بقلبٍ قَد أَحبَّ تَفانيَـا

فَهَوَتْ جِراحِيَ في الْحَشَا وَ تأَلّمَتْ

وَ شَكَتْ عَذابَاً مُبرِحَاً مُتَواليَـا

ضَجَّتْ دموعُ الْحُزنِ سَيلاً جَارِفاً

وَ بهَا لَهيبٌ مُحرِقٌ كَبُكَائيَا

هَبَّتْ تثورُ بوجهِ مَن خَدَعَتْ فَـلا

غيرَ اِنتفاضٍ صَارِخٍ حَلّتْ بيَا

وَ تَعَاظَمَتْ فِيَّ الْجِرَاحُ مَعَ الْبُكَـا

ترجُو الْمُغيثَ لِكَي يُعالِجَ دَائيَـا

فأَمنُنْ عَلى هذا الْجَرِيحِ وَ أَغِثــُهُ يَـا

غَوثَ الْكَسيرِ فَمَنْ سِوَاكَ مُحَاميَا؟!

إِنــِّي أَرَى مَا لا يُطَاقُ وَ أَكتَـوي

قَسرَاً بآلامِ الْسِنينِ تَجَافيَـا

وَ أُصَارِعُ الأَقدَارَ عَلّيَ أَرتـوي

منْ بَعدِ عُمْرٍ خَائرٍ مُتَوارِيَـا

كَمْ أَستَغيثُ وَ أَشتَكي دُونَ الـورَى

وَ الليلُ يَجهَرُ بالْسَوَادِ مُغاليَـا

فأَغثني يَا رَبَّ الْخَلائقِ كُلِّهَا

فأَنا عُبَيْدُكَ ذا وَ أَنتَ إِلهيَـا.

 

إِهداء قصيدة فأَنا عُبَيْدُكَ ذا وَ أَنتَ إِلهيَا:

إِلى واجب الوجود..

إِلى الموجِد لكلِّ موجود..

إِلى مَن ليسَ كمثلهِ شيء..

إِلى خالق الضوء وَ الفيء..

إِلى مَنْ هُوَ: هُوَ..

إِلى مَن ليس غيره هُوَ..

إِلى مَن خلقني مِن العَدَم..

إِلى مَن ركّبنَي مِن لحمٍ وَ دَم..

إِلى الّذي ليسَ لي معبودٌ سواه..

إِلى الّذي أُحِبُّهُ وَ أَهواه..

إِلى خالقي وَ إِلهي وَ رَبِّي وَ سَيِّدي وَ مولاي، ربِّ العالمين: (الله) تقدَّسَتْ ذاتُهُ وَ تنزَّهَتْ صِفاتُهُ؛ تعبيرَاً عمَّا أَكنُّ لَهُ مِن حُبٍّ خالصٍ خالطَ حشايا الفؤاد؛ لا طمعاً في جنَّةٍ، وَ لا خوفاً مِن نارٍ؛ إِنــَّمَا وجدَّتُهُ حَبيبَاً يستحقُّ الْحُبَّ بمعناهُ الأَصيل، في زمنٍ أَصبحَ فيهِ الْحُبُّ حاجةً وَ ليسَ اختياراً قَطّ!

 

توثيق:

قصيدةٌ شعريَّةٌ عموديَّةٌ فصيحةٌ تتأَلَّفُ من (12) اثني عشر بيتاً، انتهيتُ من نظمها في تمام السّاعة الـ (9) تاسعة وَ الـ (25) خمسٍ وَ عشرين دقيقة صباحاً، بتاريخ يوم الأَربعاء المصادف (19/ربيع الثاني/ 1438هـ) الموافق (18/1/2017م)، وَ هيَ ثالث قصيدة نظمتُهَا في السنة الميلاديَّة الجديدة (2017م).