الديوان » رافع آدم الهاشمي » عِشقَاً بَدَا حُبَّاً بشعْرٍ قَد نَطَقْ

بصوت :

تَبَارَكَ الْخَلَّاقُ فيمَا قَد خَلَـقْ

خَلَقَ النِّساءَ الغانياتَ مِنَ الرَمَقْ

خَلَقَ الْجَمَالَ بهِنَّ نوراً زاخِراً

كَالبَحرِ مِنْ أَعمَاقِهِ الْمَاءُ انبَثقْ

للهِ دَرُّ الغانياتِ إِذا بَـدَا

مِنهُنَّ عِطرٌ فاحَ مِنْ بَعْدِ الْغَسَقْ

جَعَلَ الفؤادَ مُكَبَّلاً لا يَرتَجـي

إِلَّا الِوصَالَ بهِنَّ مِمَّا قَدْ بَـرَقْ

جَعَل الْحَشاشَةَ تَستَغيثُ مِنَ الْجَـوى

كَفَرَاشَةٍ مِنهَا الْجَناحُ قَد اِحتَـرَقْ

دَخَلَتْ بنارٍ للحَبيبِ كَأَنــَّها

كُلُّ الْمَشَاعِلِ أَعلَنَتْ فيها الْغَرَقْ

يَا مَنْ إِليكِ كَتبتُ أُعلِنُ كَاشِفاً

فيكِ الفؤادُ غَدَا ذليلاً وَ انسَرَقْ

أَنتِ الّتي سَكَنَتْ حَشَاشَتي فَاعلَمي

أَنتِ الشُمُوسُ وَ كُلُّ غانيةٍ شَفَقْ

أَنتِ الَّتي وَهَبَتْ حَيَاتيَ بَهجَةً

رُغمَ الْجِرَاحِ الغائِرَاتِ بلا رَتَـقْ

مَنْ لي سِواكِ حَبيبتي يَا بُغيَتـي

أَنتِ الْمُنى وَ الْمُرتَجَى حِينَ انعَتَـقْ

عَلِمَ الإِلَهُ بأَنــَّني لا أَبتَغـي

شيئاً بتلكَ الغانياتِ مِنَ الشَبَـقْ

أَعوذُ باللهِ العَظيمِ مِنَ الْعَمَـى

جَلَّ الإِلهُ الرَبُّ مَنْ فَلَقَ الْفَلَـقْ

لا وَ الّذي خَلَقَ الْجَمَال تَكرُّمَاً

مَا كَانَ قلبيَ بالنِّساءِ قَد اِنصَعَقْ

أَنتِ الَّتي صَعَقَتْ فؤادِيَ فانتَشَـى

وَ مَضَى يُصَرِّحُ باكياً حِينَ اعتَنَـقْ

إِنَّ الحياةَ بدونِ عِطْرِكِ قَيعَةً

فيهَا السَرَابُ اِزدَادَ حُنقاً وَ اختَنَـقْ

ترجو الدموعُ اللاهِبَاتُ إِذا جَرَتْ

نجْعَاً لِيُطفِأَ كَدَّ عِشْقٍ بالعَرَقْ

هَلْ لي سِواكِ حَبيبتي يَا مُنيَتـي

إِن سِرتُ في لَيْلٍ طَوِيلٍ كَالنَفَقْ؟!

أَو غِبْتُ في دَرَكِ الْمَشَاغِلِ عِنوَةً

مِنْ دُونِ أَنْ يَنسى فؤادِيَ مَنْ عَشَقْ

أَو صَبَّتْ الأَيَّامُ ظُلْمَاً فاجِعَاً

نحوِي استَطَابَتْ كُلَّمَا فَمُهَا بَصَقْ

أَو جاءَني الأَعدَاءُ غَدراً وَ امتَطُوا

كَذِبَاً يُخَادِعُ مَنْ أَتوهُ وَ مَنْ رَشَقْ

كُلُّ القلوبِ إِذا أَحَبَّتْ تَقتَفـي

إِثرَ الْحَبيبِ وَ إِنْ أَفاقَتْ مِنْ شَهَـقْ

يكفيني كَي أَحيَا الْحَياةَ مُنَعَّمَـاً

أَن لا أَرَى إِلَّاكِ يَا نبْعَ الْعَبَـقْ

فخُذي إِليكِ الْصَبَّ إِنــِّي عَاشِقٌ

أُمّاهُ يَا زَهْرَاءُ يَا كُلَّ الوَسَقْ

مِنِّي السَّلامُ إِليكِ رَفْرَفَ سابقَاً

عِشقَاً بَدَا حُبَّاً بشعْرٍ قَد نَطَـقْ.

 

إِهداء قصيدة عِشقَاً بَدَا حُبَّاً بشعْرٍ قَد نَطَقْ:

إلى بضعة حبيب ربِّ العالمين..

إلى ابنةِ جدِّيَ خاتِمُ الأنبياءِ وَ المرسلين (محمَّد بن عبد الله الهاشميّ)..

إلى سيِّدة نساءِ زماننا وَ زمانها..

إلى الَّتي فاضَ على الجميعِ حنانها..

إلى زوجةِ أَبي أَميرِ المؤمنين وَ قائد الغرّ المحجّلين (الإمام عليّ بن أبي طالبٍ الهاشميّ)..

إلى أُمِّ الإمامَين الجَليلَين السيِّدَين الشَّريفين (عَمِّي الحسن وَ أَبي الحُسين ابنا الإمام عليّ بن أبي طالبٍ الهاشميّ)..

إِلى أُمِّيَ البتول فاطمة الزهراء عليها أَفضل الصَّلاة وَ أتمّ السَّلام، رُوحي لها الفِداء.

 

توثيق:

قصيدةٌ شعريَّةٌ عموديَّةٌ فصيحةٌ تتأَلَّفُ من (24) أَربعٍ وَ عشرين بيتاً، انتهيتُ من نظمها في تمام السَّاعة الـ (8) ثامنة وَ الـ (15) خمسة عشر دقيقة مساءً، بتاريخ يوم السبت المصادف (27/ محرّم/ 1438هـ) هجريّ قمريّ، الموافق (29/10/2016م) ميلاديّ، المطابق (8/8/1395ش) هجريّ شمسيّ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن رافع آدم الهاشمي

رافع آدم الهاشمي

25

قصيدة

رافع آدم الهاشمي: كاتب عراقي مولود في بغداد سنة (1974)، باحث، شاعر، محقق، أديب، سيناريست، متخصص في إدارة الأعمال و تطوير المشاريع التجارية و تنمية الموارد البشرية و علوم اللغة العربيَّة و ال

المزيد عن رافع آدم الهاشمي

أضف شرح او معلومة