الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » (اذكُر دراجتك وقفاصتها!)

عدد الابيات : 49

طباعة

عَيَّرْتني بالفقر ، قلتُ: كَفاكا

قلبي قلا المُتزيِّدَ الأفاكا

وأنا تحمَّلتُ الكثيرَ تكلفاً

وأنا مِن التعيير لا أتشاكى

لكنْ غِناك أنا الفقيرُ وراءهُ

سَببٌ إليكم ساقه مولاكا

صَدَّقتني ، كذبتني ، سِيان يا

لُكَعاً تملقَ ، ثم عِرضيَ لاكا

لم أنسَ يا مُتخرصاً دَراجتي

فيها نظِمتُ الشعرَ يُخرسُ فاكا

والنصُّ في القِرطاس يَغمرُ مُهجتي

طرباً ويُطري الطِرسَ والمِحراكا

دراجتي تركتْ لديك أمانة

هل صُنتها مُستعففاً؟ حاشاكا

كانت مُعَززة لديك مُصانة

ولديك أدمت بأسها قدماكا

ما كنتُ أعرفُ عنك ما مارسته

مِن خِسَّةٍ ، يا جَعظريُّ كفاكا

وظننتُ بالنصاب ظناً خيِّراً

وزعمتُ أنْ أرتاح حين أراكا

وأنا رددتُ على الصحاب طعونَهم

وكأن عيني ما رأتْ إلاكا

كم حذروني منك يا مُتطاولاً

وأنا أجَلي السوءَ عن ذِكراكا

كم فصلوا عنك الحقائقَ مُرَّة

تُنبي وتُخبرُ عن شديد جَفاكا

كم بيَّنوا أعتى المواقف ذِكرُها

يُزري ، وليس يُشَرِّفُ النساكا

أنا ما نسيتُ الفقرَ يَدفعُ عَزمتي

وببحره كم ذا طرحتُ شِباكا

أصطادُ من مَرجانه ولآلئاً

وتركتُ غيري يَحصدُ الأسماكا

أنا ما نسيتُ الفقرَ يَصقلُ همتي

لأعيش بين العالمين ملاكا

ورثيتُ أيام الخصاصة أشرقتْ

شمساً تُداعبُ في السما الأفلاكا

أنت الذي أنسِيت ماضيَك الذي

كم كنت مِن أحواله تتباكى

وغفلت عن أشقى الحوادث جَندلتْ

رَهطاً تعول ، وسببتْ بُؤساكا

وطمست إملاقاً شربتَ كؤوسَه

حتى اشتكيتَ إلى الورى شجواكا

ومن الذي يُصغِي لشكوى شامتٍ؟

وظللت وحدك باكياً تتشاكى

اذكُرْ صديقاً كان يَقسِمُ رَاتِباً

ليُقِيلَ عنك بما يجُودُ ضناكا

ليُغِيثَ أسرة عائل عانى الأذى

ويقول: مالي يا صديقُ فِداكا

واذكُرَ صَديقاً كان يُعطي درسه

متطوعاً ، وقد اكتفى بدُعاكا

واليوم تجهرُ بالمُعايرة ، احترمْ

نفساً يُجندِلها حقيرُ هواكا

أنسيت برذوناً له عَربانة

خشبية ، بهما تجُوبُ قراكا؟

أنسيت زرعَ الأرز حولك يانعاً

والزرعَ زرعَك مُجهداً ناداكا؟

يشكو (الدِّنِيبة) خلفتْه مُفرَّغاً

يرنو إليك ، فهل غفتْ عيناكا؟

يَحتاجُ للتغليت حتى ينتشي

ويكونَ إنتاجٌ يَحوزُ رضاكا

لكنْ ، وأنى تستجيبُ لما دَهى

زرعاً ، وربي بالغباء دهاكا؟

أنسيت ماشية شرقت برَعيها؟

لو خيِّرتْ لرأتْ بأن ترعاكا

فار الحليبُ ، ولم تُحصِّلْ حالباً

فعلا الثغاءُ تلوكُهُ أذناكا

وضُروعُها يبسَتْ ، فهل أنقذتها

لتحوز مِن إنقاذها نُعماكا؟

أنسيت دارَك والشروخُ تؤزها

وتقول: بي – يا غافلاً – رُحماكا؟

وعجزت عن ترميمها حتى اشتكتْ

وقلا الجدارُ الساقط الشبَّاكا

والسُّلمُ المسكينُ هدَّده الفنا

ولفقر جيبك ما استطعت حِراكا

والسقفُ أزتْه الشقوقُ فصُدَّعتْ

عِمدانُه ، ونعَتْ إليك هلاكا

أنا لا أعايرُ ، إنما التاريخ في

سرد الحقائق بالسياط علاكا

ارجعْ إلى التاريخ ، وافتحْ سِفرَه

تلقاه مُرتصداً يقودُ خطاكا

أم كنت وحدك لا تُعاينُ ما نرى

وتقولُ لم تنصِتْ لغير صَداكا؟

أم عِشت في دنيا جهلنا شأنها؟

فأبنْ لنا يا مُفتر دُنياكا

مادام بيتُك من زجاج ، فامتثلْ

أدبَ الحِوار ، وخل عنك حَصاكا

فالناسُ عندهمُ الحَصى مُتكدساً

والبدءُ منك بما جنتْه يداكا

يرمون بيتك بالحجارة جهرة

ويُحطمون بما افتريت حِماكا

أنت الذي أدليت دَلوَك ساخراً

مني ، ونِلت كرامتي بعصاكا

ولقاؤنا عند المهيمن ، فانتظِرْ

لتنالَ في يوم القضاء جَزاكا

يَقتصُّ ربي منك كل مَظالمي

وهناك تلقى عنده عُقباكا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة