الديوان » محمد العيسوي » أيوقظ أم يخلد في سبات

عدد الابيات : 27

طباعة

أَيُوقَظُ أَمْ يُخَلَّدُ فِي سُبَاتِ؟

مُحَاوَرَةُ الْمَعِيشَةِ وَالْمَمَاتِ

كَأَنِّيَ حِينَ أَرْقُدُ فِي سَرِيرِي

يَقُولُ كِلَاهُمَا: هَاتِي، وَهَاتِ

فَأَيُّهُمَا أَخَفُّ عَلَيَّ شَرًّا:

هَلَاكِيَ، أَم مُّجَاوَرَةُ الْبُغَاةِ

رَحِيمٌ أَنتَ، يَا رَبِّي، وَلٰكِن

بَلَوْتَ الْعَبْدَ حُبًّا بِالْقُسَاةِ

سَهِرْتُ اللَّيْلَ حَتَّى صَارَ خِلِّي

وَصَارَ الْصُبْحُ مِنْ إِحْدَى الْهِبَاتِ

يُضِيعُ الْمَرْءُ كُلَّ قَلِيلِ قَدْرٍ

فَيَكْبُرُ قَدْرُهُۥ بَعْدَ الْفَوَاتِ

ظَنَنتُ فَطَانَةَ النَّاسِ اسْتَزَادَتْ

وَلٰكِنَّ الْفَطَانَةَ فِي ٱنفِلَاتِ

سَئِمْتُ إِعَانَةَ الْبُلَدَاءِ، حَتَّى

حَسِبْتُ قَفَايَ سَهْمًا لِّلرُّمَاةِ

وَلَمَّا شِئْتُ مِنْهُمْ أَيَّ عَوْنٍ

رَّأَيْتُ الْمَوْتَ فِي بَدَنِ الْحَيَاةِ

أَزَادَ الْسُوءَ أَنِّيَ فِي بِلَادٍ

أَتَاهَا الْخَسْفُ مِن كُلِّ اللُّغَاتِ

وَذَلِكَ أَنَّهَا بِيَدَيْ تُرَابٍ

تُسَفْسِفُهُۥ هُبُوبُ الذَّارِيَاتِ

أَحَاسِيسِي، لَقَد تَّبَّتْ أَيَادٍ

تُطِيعُكَ، فِي شُؤُونِكَ، فِي سُكَاتِ

لَقَدْ أَسْمَيْتُكَ اسْمًا فِيهِ ذَمٌّ

يُرَدَّدُ فِيكَ حَتَّى فِي الْوَفَاةِ

أَدِينُكَ أَن تَضُرٌَ رُعَاةَ دِينِي

لِتَهْوَى الكَاسِيَاتِ العَارِيَاتِ

لِتَعْمَلَ أَيَّ شَيْءٍ قَصْدَ مَالٍ

وَتَطْمَعَ فِي مِئَاتٍ فِي مِئَاتِ؟

وَلَوْ كَانَ الزِّنَى عَمَلًا حَلَالًا

لَّبِعْتَ فُرُوجَ أَهْلِكَ لِلزُّنَاةِ

غَبَاءٌ أَنْ أُناقِشَ فِي غَبَاءٍ

فَإِنَّ الْجَهْلَ فِي كُلِّ الْجِهَاتِ

وَحَاشَا أَنْ أُشَاهِدَ ذَاتَ يَوْمٍ

فُحُولًا فِي أُتُوبٍ كَالْبَنَاتِ

وَحَاشَا مَرَّةً أُخْرَى، لِأَنِّي

أَخَالُ بِلَادَنَا بِيَدَيْ فَتَاةِ

قَوِيٌّ أَنتَ، يَا رَبِّي، وَلٰكِن

مَّتَى الْإِسْطَامُ فِي عُنُقِ الْغُوَاةِ؟

مَتَى سَيَخِرُّ كِندِيرُ الْمَعَاصِي

كَمَا خَرَّ الْمُصَلِّي فِي الصَّلَاةِ؟

أَلَا تَبًّا لِّعَيْشِيَ فِي زَمَانٍ

يَمُوتُ النَّاسُ فِيهِ مِنَ الْحَيَاةِ

وَلَوْ لِيَ أَنْ أَعُودَ إِلَى زَمَانٍ

لَّعُدْتُ إِلَى زَمَانٍ مِّن كُمَاةِ

لَعَلِّيَ أَسْتَطِيلُ عَلَى الْأَعَادِي

بِرُمْحٍ فِي قُصَيْبَاتِ الرِّئَاتِ

أَلَيْسَ الْعَارُ أَنْ أَجْدُو بِنَفْعٍ

وَيَجْدُو النَّاسُ غَيْرِيَ بِالْأَذَاةِ؟

رَأَيْتُ النَّاسَ أَجْمَعَهُمْ شَتَاتًا

وَلٰكِنِّي أَتَيْتُ إِلَى الشَّتَاتِ

أَتَيْتُ مُبَارَكًا مِّنْ عِندِ رَبِّي

وَأَنتُمْ كُلُّكُم مِّنْ أَيْنَ آتِ؟ 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد العيسوي

محمد العيسوي

4

قصيدة

في عصر كَثُرَ فيه الشُّوَيْعرون والـمُتشاعرون، وقَلَّ فيه الشعراء الصُّحْصُوحون، لأنهم يُـجْـزَوْن بـجزاءِ سِنِـمَّارٍ على تعبهم في كتابة الشعر، فكان لا بُدَّ من شاعرٍ: يُُرجِعُ للشِّعر حَقّ

المزيد عن محمد العيسوي

أضف شرح او معلومة