1

 

لوْ كَانَ اِبْنُكَ هَا هُنَا
بَدَلَ الهَوَاءِ يَشُمّ ذَرّاتِ السّمُوْمْ
يَسْتَنْشِقُ الموتَ المُخَبّأ بِالصّبَاحِ مَعَ الضّبَابِ
وَتَشْهَقُ الرّوحُ الخجولُ
بِكُلّ أَنْوَاعِ الهُمُوْمْ
هَلْ كُنْتَ تَنْسَى؟

2


عَقْدٌ مَضَى إذْ كانَ يَلْفظُ مِن بعيدٍ
اسمَ أمٍّ أو أبٍ ويقولُ "با با"
والآن كانَ سيرتوي من كلّ حارة
ويقرّ عينَ الجدِّ لكن،
ماتَ الرضيعُ بلا دمٍ
ماتَ الرضيعُ كما أبوهْ..
عقدٌ مضى..
والثأرُ سهمٌ لا يتوهْ..!

3


لو كان اِبْنُكَ
عِنْدَمَا اقتلعَ الرِّبَاطُ بِغَازِ سَارِيْنٍ
وعمّ الصّمْتُ في الرّيْفِ المُقَدّسِ
قُرْبَ أرضِ الحشرْ..
عَقْدٌ مَضَى
هل كُنْتَ تنسى كلّ هذا القهرْ؟

4


أَحْبَبْتُهَا في الرّيْفِ
حتى ميّزتنا كُلّ أَوْرَاقِ الخَرِيْفْ
فمتى تعودُ إليَّ حيّة؟
نَاشَدتهمْ وَسَأَلْتُ عَنْهَا مِنْ سِنِيْنْ
ما زلتُ أسهرُ بالخواطرِ في الجّبِيْنْ..
أَفَرُبَّمَا ذَهبتْ بموكبِ غوطةٍ؟
أفربما يحيا الجنينُ بِبَطْنِهَا؟
أم أنَّ هَذا الغاز مَخْلُوْقٌ لَعِيْنْ؟
عَقْدٌ مَضَى يَا نَاسْ
والقلبُ كوخٌ من حَنِيْنْ..

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالرحمن الشيخ المكتبي

عبدالرحمن الشيخ المكتبي

53

قصيدة

مؤلف صدر لي "الهجرة إلى القمر" ترجمة لرواية "صوت" للكاتب التركي صباح الدين علي درس الهندسة وإدارة الإعلام الرقمي، ويعمل كمحرر.

المزيد عن عبدالرحمن الشيخ المكتبي

أضف شرح او معلومة