أتى بسحرٍ لدحرِ الشرِّ هاروتُ

كأنَّهُ بعيونِ الشعرِ لاهوتُ

إسطورةٌ بكلامِ الجنِّ قد مزجتْ

وأصلها في عظيمِ اللوحِ منحوتُ

لها بهاءٌ بعينِ القلبِ ندركهُ

صرحٌ أحاطَ بهِ درٌّ وياقوتُ

ونبضها في عروقِ العارفين جرى

ما غيرهمْ بضياءِ القلبِ منعوتُ

مِنْ بابلَ المجدِ للأقصى حكايتها

بطلْسمٍ خطّهُ في الصخرِ ناحوتُ

قالوا سليمانُ مدفونٌ بتربتنا

وحُمِّلَ الهيكلُ المنقولُ تابوتُ

قومٌ سكارى وقد يخفونَ مامكروا

كأنَّها لعبةُ التنجيمِ تاروتُ

تذكَّروا حزنَ صهيونٍ وغربتهمْ

أما الأنينُ فمنذُ السبْيِ مكبوتُ

وبعدما صارتِ الأحداثُ معتقدًا

يُردِّدُ الحرفَ مشدوهٌ ومبهوتُ

وَقرروا أنَّنا المشؤومُ طائرهُ

وصلَّى بالناسِ كذّابٌ وسربوتُ

سودٌ عجافٌ بلا شمسٍ ولا قمرٍ

وموعدُ الفجرِ لم يدركهُ توقيتُ

فحالةُ الناسِ من بعدَ الضياءِ دجى

وديَّةُ القتلِ للمحظوظِ سحتوتُ

سبّحْ بحمدهِ كي نحظى بمغفرةٍ

فكمْ غريقٍ نجا والناقذُ الحوتُ

حلَّقْ مع النورِ لاتسمعْ مخاوفهمْ

فالقلبَ يحكمهُ في النورِ تثبيتُ

واصدحْ بدعوتهِ: بالحبلِ فاعتصموا

قد نابنا يا عبادَ اللهِ تشتيتُ

واشعلْ حروفكَ من عشقٍ ومعرفةٍ

ما كانَ يطفؤهُا جنٌّ وطاغوتُ

وهذِّبِ النفسَ واجعلْ ظهرها فرسًا

واطلبهُ أنْ لايصيبَ العضدَ تفتيتُ

واغْرفْ من السحرِ تعلمْ كيفما سَحروا

ولنْ يلابسَ ثوبَ النفسِ عفريتُ

وارجمْ شياطينَ مخدوعٍ بسيدهم

كي لايصادرَ صوتَ الديكِ كتكوتُ

فالطيرُ يغدو بطينًا بعدَ مخمصةٍ

حتى ولو حَمَلَ الأرزاقَ خرتيتُ

ومَــنْ تأمَّلَ في أسرارِ حكمتهِ

يصحبهُ نحو فضاءِ الروحِ ماروتُ

تبدو الحدائقُ في عينية مورقةً

فإنَّ شانئنا الملعونَ هلفوتُ