الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » خياران أحلاهما مُر 2

عدد الابيات : 38

طباعة

حارَ فِكري ما بين ضِدٍ وضِدِّ

والموازينُ أشكلتْ بعدُ عِندي

وابتأسْتُ إذ ضِعتُ كمًّا وكيفاً

كيف آلتْ حالي لهذا التردي؟

كيف هُنتُ حتى طوتْني خطوبي؟

وعلى ماضي العمر كم طال وجدي

كم بذلتُ الخيورَ عن طِيب نفس

رغم أحوال بين جَزْر ومَد

كم تحمَّلتُ أنفساً لا تُبالي

سَربلتْ عَيشي بين بَرق ورَعد

كم تغاضيتُ عن بلايا عِظام

صانعوها كم أمعنوا في التحدي

كم تكلفتُ كي أبَلغ غيري

ما تمنى من كل خير وسَعد

كم تنازلتُ عن حقوقي لغيري

عَلني أحظى ذات يوم برَدّ

كم نصحتُ مَن عاقبوني لنصحي

ثم كادوا ، وبالغوا في التعدي

كم وعظتُ قوماً أبوا كل وعظٍ

ليتني كنتُ صُنتُ بذلي وجُهدي

مِثلَ كل زوج تزوجْتُ فضلى

أظهرتْ لي طوعاً صُنوفَ الود

فاخرتْ بي أهلاً وصَحباً وقربى

وحبتْني الألقابَ فوق الحد

ناولتْني تشجيعَها عن يَقِين

فانطلقتُ أسعى لنيل المجد

دون شرطٍ أعطتْ لينزاح همي

واستزادتْ في جُودها دون قيد

وقضينا عقدين في خير حال

والوفاقُ للخير والبر يَهدي

ودوامُ الأحوال شييءٌ مُحالٌ

حيث عِشتُ انقلابَ ضِدٍّ لِضِد

عَضَلتْ بي الحياة لمَّا استبدتْ

زوجة غالتْ عِشرتي بالحِقد

وهنَ العظمُ ، والمَشِيبُ اعتراني

والقوى هِيضتْ عندما التاعَ كَبْدي

وارتضتْ زوجي ذِلتي وانكساري

ولذا خانت في الكُهولة عَهدي

قلبتْ لي ظهرَ المِجَنِّ اعتباطاً

والدموعُ سالتْ على كل خد

تخِذتْ ردْءاً أهلها ، فتقوَّتْ

والجميعُ في الظلم أشرسُ جُند

لم يَعُدْ لي إلا خياران قطعاً

لم يعُدْ وقتٌ بين أخذٍ ورَد

إنَّ فصلَ الخطاب أدلى بدَلو

وإذا بي لا أستطيعُ التصدي

هل زواجي يَحُل أعتى القضايا؟

هل يُعِيدُ الصبا زواجي بخَود؟

هل يَسُرُّ النفسَ ارتباطي بأخرى

ذاتِ دين حق ، وحُسْن ، وزُهد؟

تحتفي بي من بعد لأي وضنكِ

إن تبدتْ تغتالُ ضِيقي وسُهدي

إن هذا – واللهِ – أشقى اختيار

قد يَزيدُ حِنقي وحُزني وحَردي

والمصيرُ المعهودُ مكرٌ وكيدٌ

هل يفوقُ كيدَ الحليلة كيدي؟

ربما تُؤذيني بشتى الأواذي

أو حظِيتُ منها بلعن وطرد

أو أعيشُ بالصبر حتى ألاقي

خالقي المَولى ، ثم أسكنُ لحدي

إن هذا الخيارَ أهدى سبيلاً

رغم إخلال يَعتريه ونقد

قد يكونُ في الصبر أرجى عِلاج

ساقه لي بعد الدعا بعضُ رُشد

كم بلايا بالصبر والرُّشد تُزوَى

عندما تُمسي زوجة شرَّ نِد

قد يَزيدُ الزواجُ حالي اكتئاباً

وانفعالاتٍ ما لها مِن خَمد

بينما بالصبر العذاباتُ تخبو

ثم في يوم الحشر جناتُ خلد

قِصَّتي فيها الصبرُ سَمتٌ وهَديٌ

صُغتُها بالأشعار بعد السرد

ولربي الرحمن أكبرُ فضل

وله شُكري بعد ذِكري وحمدي

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1858

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة