الديوان » العصر الأندلسي » عمارة اليمني » سرت نفحة كالمسك أزهى وأعطر

عدد الابيات : 84

طباعة

سرت نفحة كالمسك أزهى وأعطر

وأردية الظلماء تطوى وتنشر

فأوهمت صحبي أنها عرف روضة

ينم بها واشي النسيم ويخبر

وما هي إلا نفحة بعثت بها

سليمى إلى صب تنام ويسهر

وإلا فما بال النسيم الذي سرى

بذي الأثل عن عرف العبير يعبر

حمى الله من ريب الحوادث بالحمى

وجوهاً بها روض من الحسن يزهر

وحيا بنجد والغوير وغرب

ظعائن منها منجد ومغور

سفحت على سفح المحجر أدمعاً

هي الدم لا ما اعتاد جفن ومحجر

ومائدة الأعطاف من نشوة الصبا

وما كل عطف بالمدامة يسكر

فتنت بها لحظاً ولفظاً فخاطري

وسمعي بسحر اللحظ والفظ يسحر

أقام لها الإحسان والحسن دولة

تظل بها الألباب تنهي وتؤمر

شهدت يقيناً أن مرآك جنة

وقالوا وما أدري وريقك كوثر

ألا حبذا في البان منك وفي النقا

وذائب شهد من ثناياك يقطر

ويا حبذا في البان منك وفي النقا

مشابه منها ما يضم ويهصر

لئن ساءني ليل بهجرك مظلم

لقد سرني صبح بوصلك مسفر

ذكرتك والنسيان يملك خاطري

وآية وجدي أنني لست أشعر

سلي خلوتي عن ضميري ألم أصن

هواك ومعروف الهوى يتنكر

بعيشك هل في الأرض غيري عاشق

وهل فارس الإسلام إلا المظفر

شهاب أمير المؤمنين الذي غدت

بدولته الأيام تسمو وتفخر

أغر لو أنا ما عرفنا حديثه

لحدثنا عنه سريري ومنير

حمى حرم العلياء لما تواثبت

عليها سباع ضاريات وأنسر

وفي ضحوة الاثنين لولا دفاعه

لما كان كسر الملك والدين يجبر

وقد أعربت يوم العروبة خيله

عن النصر تحت القصر والخلق حضر

حلفت بزوراء المحصب من منى

ومن ضمه منهم حطيم ومشعر

وبالنفر من بطحاء مكة بعدما

أهلوا بذكر الله فيها وكبروا

لقد سدت يا بدر بن رزيك رتبة

لها البدر خل والكواكب معشر

تناط أمور الملك منك بحازم

يقدم من تدبيرها ويؤخر

يرد صدور الخيل عند ورودها

ويورد في الخطب المهم ويصدر

يدبر ملك الفاطمي وإنه

إذا ضل وجه الرأي نعم المدبر

تلوذ بعطفيه إذا الخطب نالها

فيكشف عنها ما تخاف وتحذر

ومابرحت أفعاله زينة لها

تؤرخ في صحف المعالي وتسطر

وأي زمان لم تبت نصرة لها

تحسر ذيلي عزمة وتشمر

أفي زمان الهادي الكفيل طلائع

فقد كنت تصلى نارها حين تسعر

إذا نبت عنه في دفاع ملمة

تساوى له فيها مغيب ومحضر

لئن عز عصر ناصري فإنه

بذكركما العالي يعز وينصر

وما أنت إلا صارم في يمينه

يذاد بك الأعداء عنه وينصر

وذخر يرى ذخر الأئمة أنه

لدولته كنز يصان ويذخر

لئن نظم الأيام عقد طلائع

ضمنت بها يا سلك أن ليس تنثر

ولا عيب في بدر سوى أن قدره

وقد جاوز الجوزاء لا يتكبر

مليك له سجلا عقارب ونائل

بسيبهما يغني ويفني ويفقر

له صارم في أسود النقع أحمر

له جانب في أحمر الحديد أخضر

ويوم بصافي الجود والبشر مشرق

ويوم بكدراء العجاجة أكدر

يتيه بكفيه من الهند أبيض

ويزهى به لدن من الخط أسمر

تهز رياح النصر من عذباته

غصوناً بهامات المعادين تثمر

وتردى غداة السلم حول قبابه

إذا ضربت قبٌّ من الخيل ضمر

وترعف آناف اليراع بكفه

ندى وردى في الخلق ترجى وتحذر

يقدمه في رتبة البأس والندى

لسان إذا عد الكرام وخنصر

كلا شيمتيه م حياء ومن حبا

ببشر ويسر عنه تهمي وتهمر

فلا ظله الضافي عليه مقلص

ولا منه الصافي بمن يكدر

تهلل بشراً واستهل أناملاً

فلله بدر مشمس الجو ممطر

أرى الناس جسماً آل رزيك رأسه

وبدر له تاج رزيك وجوهر

دعوا يا بني الأخبار يحيى و جعفر

فكل بني رزيك يحيى و جعفر

ولا تذكروا كعباً وعمراً وعنتراً

فخادمهم كعب و عمرو وعنتر

وخلوا حديث البحتري فإنني

لهم بحتري لم تناسبه بحتر

وكنت أظن الشعر بعد طلائع

يموت فينسى أو يموت فيقتر

فأحييتم تلك السجايا بمثلها

حياة بها ميت المكارم ينشر

فليت له أذناً إليك سميعة

وعيناً إلى أفعالك الغر تنظر

ليعلم أن الله أبقى لكم بها

مآثر من مجد إلى الحشر تؤثر

إذا أنا بعت المدح في سوق غيركم

فإني به من حيث أربح أخسر

وإن آثر الناس الغنى بمذلة

فإني لما ترضى النزاهة أؤثر

وكم من بهيم الحظ مستبهم الغنى

غدا بكم وهو الأغر المشهر

سأفنى ويفنى ما بذلتم من الندى

ويخلد مدحي فيكم ويعمر

فلا تتركوني أشتكي جور حادث

وأنتم على الإنصاف أقوى وأقدر

ولا عذر لي إن لم أنل غاية المنى

وعن أمركم يجري القضاء المقدر

أبا النجم والنجوى إليك وإنما

لك البث فرض ذكره حين يذكر

أقلني عثار المدح فيك فلم تزل

تقيل عثار المذنبين وتغفر

تأخر عن مفروض حقك برهة

وفيض ندى كفيك لا يتأخر

مننت فلا وجه المطالب معرض

ولا منكب الإقبال عن أزور

أياديك لا يحصى لدي عديدها

وأبيات مدحي فيك تحصى وتحصر

عرفت لها الحق الذي أنكر الورى

فمعروفها ما لم يكن منك منكر

وأدنيت مثواها فطالت وغيرها

لديك من الآمال يقصى ويقصر

ماضرها نقص الليالي وحظها

لديك من الرأي الجميل موفر

قواف هي الشعرى سمواً وإنما

يلقبها بالشعر من ليس يشعر

ملكت عليها خنزوانات كبرها

وفيها على قوم سواكم تكبر

بذرت لها حب الكرامة منعماً

فلانت وقد كانت تصد وتنفر

ومليت عذراء الخواطر قد أتت

تمايس في ثوب النشيد وتخطر

تزف ولكن الصدور خدورها

وتنحل الباب الرجال وتمهر

وهنيت من شهر الإله بزائر

منه لو أن اليوم عنك أشهر

وما البدر إلا أنت فانظر هلاله

وصورته في نحر شانيك خنجر

فلا زلت يلقاك الزمان مكرراً

وتخدم بالمدح الذي لا يكرر

وعش وسفيه الحادثات موقر

وكاهله من حمل شكري موقر

وبلغت في المولى العماد من المنى

وإخوته الأخيار ما تتخير

نجوم أبوها البدر لاشك أنها

تضيء بآفاق المعالي وتزهر

وأغصان مجد أطلعتهن دوحة

تساوى له فرع كريم وعنصر

وأشبال خيس كل يوم وليلة

يرشحها للفرس ليث غضنفر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمارة اليمني

avatar

عمارة اليمني حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-amarh-alyemni@

316

قصيدة

3

الاقتباسات

127

متابعين

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر ...

المزيد عن عمارة اليمني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة