رمتني بسهمي خداع وزور

أليفة  غدر ككلب عقور

صغيرة عمر كبيرة مكر

بهذا كام الدواهي تدور

تسابق  خيل القضاء إذا

تمشت  رويداً بهتك الستور

ثلاث  سنين أظن بها

كمالا يكون دوام الدهر

سواها لذلك لم أتخذ

بنية روح وقلب طهور

بذلت  إليها وداد فؤاد

تقي نقي عليها غيور

وما بيننا غير داعي التقى

وقطب العفاف علينا يدور

أردت  النجاح وخير الفلاح

إليها  بعلم شريف الظهور

أبيد ظلامة جهل بما

ينير الطريق بألطف نور

وروض العلوم زها غرسه

وطاب جناه وقطف الزهور

فخابت  ظنوني بتلك الفتاة

فأبدت نقيصة فعل بوزر

إذا كان فعل البنات الصغار

يكون كهذا بكل فجور

فكيف  النساء الكبار إذا

أردن الخداع وغدر الوقور

فإن  النساء بهن العناء

وهن  البلاء ليوم النشور

يصوبن سهم الكلام على

خراب البيوت وهدم القصور

لذاك رأيت فساد الرجال

يكون بهن ممر العصور

فتعساً  لعشرة تلك النساء

فهن  المصيبة يا ذا الشعور

ولكن بعض بنات الكرام

وبعض النساء ذوات الخدور

أظن بهن عمار البيوت

وهن الصفاء وهن السرور

بنات الأمائل أهل التقى

ذوات الكمال بكور البكور

رقبن بفضل وفقن البنات

بحسن خصال سمون البدور

يديم  الإله ذوات الحياء

ويحفظهن دوام الشهور

ويردي  ذوات خداع وغدر

وكل  لئيمة طبع تغور

مددت  يداي  رب الأنام

وأطلب  عفو العفو الغفور

فيا رب أرجوك حسن الختام

(ألهي  إليك تصير الأمور)