بقلم  الأقدار  دهري كتبا

آيات  أحزاني فأملت كتبا

إذا  شرحت  بؤس  كل آية

منها  ملأت مشرقاً ومغربا

تباً  الدهر ما صفا ولا وفى

ولا  رأيت  فيه يوماً طيبا

وهذه  الدنيا فكم غرت فتى

لو  كان  رأساً صيرته ذنبا

ما راق لي عيش بها ولا صفا

وما  بها  بلغت يوماً مأرا

نار الأسى زفيرها يشعل بي

والقلب  في سعيرها تقلب

ما  لاح من سما الأماني بارق

لمقلتي  إلا وأمسى خلبا

صبت  على قلبي مصائب بها

أصحبت في الدنيا أقاسي نوبا

وغربتي  تنوشني بفاقتي

والدهر  يولني الشقا والنصبا

ساعات  عمري كلها دقت على

رأسي  مصائب العنا فأضطربا

دارت على شقاوتي في مركز

من هوله ذقت الردى والعطبا

حيث قضى من أصطفيه نحبه

وكان  لي  أخاً كريماً وأب

فأصبح الفضل يتيماً والعلى

وأسف  الكون عليه حقبا

زلزت  الأرض ومارت السما

وأنهد  مأوى الصالحين الغربا

وغاض بحر الجود والحلم غدا

منادياً بين الملا وأحربا

أبكيه  أم أبكي الصلاح والتقى

أبكي الوقار والحيا والمنصبا

أبكي الحجي أبكي الندى أبكي الجدا

أبكي  الهدا أبكي الوفا أبكي الحبى

أبكي وجيهي طود حلمي راسخ

وبحر علم ذاخر ومجبتي

محمد  سادة على أقرانه

بنسبة أضحي بها مقربا

أبكيك  يا فرع أمير المؤمن

ين من به فقت البراي نسبا

يا  فرع خير عادل نما به

دين الهدى كما به جاء النبا

برأيه  الكتاب  عزايه

وأيد  الإسلام شرقاً مغربا

بعدله الملوك نالت رفعة

وعززت  أحكامها والكتبا

ذا  عمر الخطاب خير من رقى

منابر  الدين وفيه خطبا

واليوم  سرت يا وجيهي نحوه

كيما تنل منه المقام الأقربا

تحمل نعشك العلي ملائك

ودمعها يهمي عليك صببا

بكتك أملاك السموات العلى

والحور في الجنات نادت مرحبا

صلت عليك الصالحون الأتقيا

ولروح  زارت بعد ذاك زينبا

سريت لله الكريم ضاحكاً

مستبشراً حتى تنال المطلبا

وافيته لجنة عالية

أصبحت بين حورها محببا

بشراك في عفو وخير نعمة

بها رقيت منصباً فمنصبا

عليك ما عشت سلام عاطر

مني  يؤم قبرك المقربا

ورحمة  الله  عليم ما بدا

نشر الخزامى في نوافج الكبا