يا ولدي أنعم بريعان الصبا ازهار نيسانِ
و ارتشف خمر الصبا، و إن زاد فاسقيني
و اترك الوهن العضال لي فهو وهنُ تشريني
الذي بتُ أقاسيهُ و هو ينعيني
يقول "انا السجّان" و أنت
ما أنت سجيني!!
و تلك النفوس التي آسيتها في ما مضى
من فرط الاسى باتت تواسيني
تسامت الآهات من صدري الى السما
و لبدت سما المدينة بدثارِ من ألمٍ حزينِ
::::
صلّي للخلاص عسى
قدومٌ لأوهام تموز تُبعث ثم ينجينيً
وهن خريف العمر يا ولدي داء لا دواء له
فلا طب الحداثة نافعي
و لا دجل العطار يشفيني
ذاك الأسى لو نجرأ نبوح به
لأنهد ثهلان و انهار حمرين
ألم لو سلطته على قضبان الحديد تلينِ
تراودني الآلام،كأن الدقائق دهرٌ
وكل زفرة به طعنات بسكينِ
اه يا يوم مولدي المجهول لا يجرأ يوافيني
و لو ظفرتُ به أبدلت شمعات الفرح مجلس لتأبيني
يسألني ريعان الشباب بسكره
ما انت فاعل اذا جفت أنهار الصبا
أو ذبلت أغصان نسريني
:::
أما اليوم
فلا رجاء لعود ريعان الصبا
و لا نيل المكارم بعد اليوم يغريني
المي لا ابوح به ما دام قلب أمي نابضاً
يرجوا اللقاء بين الحين و الحينِ
هبني الحياة بلا ألم ، هدوء النفس يكفيني
تطاردني اشباح الردى منذ يوم مولدي
و لم تزل وقد تجاوزت ستيني
لا سبيل للخلاص سوى المحتوم
حفرةٌ مترين تحت تراب الأرض تأويني
ما العمل اذا حلت النفس في الجسم الخبيث
في عالمٍ خبيث
يرديك بالسقم بعد السقم بين الحين و الحينِ
كابوس رعب و في كل ليلةٍ اشباح تنيّينِ
و هذه الغربة ارتديتها طوعا
تكافئني بثوبٍ من هوانٍ يزدريني
و ما تعلقي في دنيا الخراب لصفو معيشة
و لكني كرهت توريث الأسى
لأكبادِ محبيني
232
قصيدة