الديوان » العراق » ابن كمونة » أعدها أخا المسرى السباسب

عدد الابيات : 57

طباعة

أعدها أخا المسرى السباسب

مهجنة من يعملات نجائب

تمزق سربال الظلام بعدوها

وتعلو بخفيها رؤوس الأهاضب

نتيجة حرف في الذميل كأنها

هبوب رياح أووميض سحائب

جسور بسير الأرحبيات تزدري

كما تزدري لينا بزين الخراعب

تشوقها السير الحثيث تشوفي

إلى قاصرات الطرف بيض الترائب

ويطربها الحادي المزمزم للسرى

كما طربت نفسي لذكر الكواعب

غداة بجرعاء الحمى من محسر

تبدين من أبراجها كالكواكب

وأرخِ لها فضل الزمام وخلها

تدوس لدى الإدلاج هام المتارب

وعرج بها يا عمرك الله قاصداً

متالع وادي الطف مأوى النوائب

وسل يا رعاك الله عني عراصها

عن السادة الأمجاد من آل غالب

كرام بهم قام الوجود وطوقوا

رقاب بني الدنيا ببذل المواهب

سجيتهم بذل النفوس وعندهم

شراب المنايا من ألذ المشارب

إذا فاضت الهيجاء خاضوا عبابها

على صهوات العاديات السلاهب

وصالوا ببيض مرهفات كأنها

بروق تجلت من خلال السحائب

فما جردت في الحرب ألا تناهبت

مضاربها أرواح أسد الكتائب

كأني بهم والجيش قد طبق الفضا

بسمر القنا والبارقات القواضب

يصولون كالأسد الضواري فينثني

لهام الأعادي هاربا اثر هارب

يذودون عن حامي الذمار ورهطه

وعن آله الأطهار شر عصائب

ولما قضوا منهم لباناتهم قضوا

وخروا لشكر الله فوق السباسب

وأضحى فريد الدهر فردا ولم يجد

له غير ماضي عزمه من مصاحب

باهلي وبي أفدي فريداً تزاحمت

عليه بنو سفيان من كل جانب

بسمر ذعاف الموت فوق صعادها

وبيض صقيلات ونصل صوائب

إذا ماسطافي مرهف الحد طأطأت

وخرت على الأذقان شوس الحرائب

يذود بغاة الغي عن خفراته

وعن هتك دين الله كل محارب

همام له من شيبة الحمد همة

لها شامخات المجد أدنى المراتب

اقطب رحى الإمكان هل لك في الوغى

وفي خوض تيار الردى من مآرب

أرى الموت عند الناس مراً مذاقه

وعندك أحلى من عناق الكواعب

نعم لك بأس من أبيك وعزمةٌ

تزيل بها لو شئت شم الأهاضب

ولكنك اخترت الوصول لرتبة الشهادة

شوقا وهي أعلى المراتب

فوافاك ما لو شئت عنك ذهابه

لكان بأمر منك أسرع ذاهب

وأمسيت رهن الحادثات وأصبحت

نساؤك يعد الصون بين الأجانب

حيارى يرددن النواح سواغباً

عطاشى فلهفي للعطاشى السواغب

ثواكل يلطمن الخدود نوادياً

فواحزني للثاكلات النوادب

ومن بينها مأوى البليات ربة

الزريات حلف الحزن المصائب

فريسة أفواه الحوادث زينب

ومنهب أنياب الردى والمخالب

تنادي وقد حف العدو برحلها

وتهتف لكن لم تجد من مجاوب

فمن مبلغ عني الرسول وحيدراً

وفاطمة الزهراء بنت الأطائب

ومن مبلغ عني القطين بيثرب

ذوي الحسب الوضاح من آل غالب

ومن مبلغ أهل البسالة من بني

نزار وأشياخاً ليوث حرائب

بأنا سبيناً والحسين عمادنا

غدا موطئا للعاديات الشوازب

سليب كسته شمأل ثوب عثير

وذا رأسه في الرمح أبلغ خاطب

وهذا ابنه السجاد أضحى مكبلاً

يكابد يا الله كبد النوائب

اتستامكم خسفاً طغام وأنتم

غياث وملجا كل عاف وهارب

ويسرى بنا نحو الشآم فلا سقت

معاهد أرض الشام جون السحائب

ونهدى إلى الطاغي يزيد نتيجة

الدعي ابن سفيان لئيم المناسب

وينكت ظلما بالقضيب مراشفاً

ترشفها المختار بين المصاحب

ولكن أمر الله قد حال بينكم

وبيني فجلت يالقومي مصائبي

على ظالميكم لعنة إثر لعنةٍ

من الله ماكرت جيوش الغياهب

فواحزني إذ لم أكن يوم كربلا

قتيلا ولم اقض هناك مآربي

فإن غبت عن يوم الحسين فلم تغب

بنو أسد أسد الهياج أقاربي

وسوف يراني الله أعلو بصارمي

مع القائم المهدي هام الكتائب

واشفي غليلي من أعادي محمد

واعطى بعون الله أقصى المطالب

ودونكم آل النبي فرائداً

من الشعر تزري بالحسان الكواكب

رجوت بها من فضلكم أمن جيرتي

ونفسي من البلوى وسوء العواقب

وإني المكنى بابن كموتة لكم

رجوت وراجي فضلكم غير خائب

فحبكم يا علة الكون مذهبي

وهذا لعمر الله خير المذاهب

عليكم سلام الله مقدار قدركم

لديه وما عدت لكم من مناقب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن كمونة

avatar

ابن كمونة

العراق

poet-Ibn-Kammuna@

64

قصيدة

7

متابعين

محمّد علي بن محمّد بن عيسى الأسديّ الحائريّ، المعروف بـ ابن كمّونة، هو أحد مشاهير شعراء كربلاء وكبار شعراء العراق. وُلد في مدينة كربلاء سنة 1200 هـ / 1776 م، وينتمي ...

المزيد عن ابن كمونة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة