الديوان » عمان » أبو الصوفي » للكون من بحر السرور تدفق

عدد الابيات : 66

طباعة

للكونِ من بحرِ السرورِ تَدفُّقُ

منه تُعَلُّ الكائناتُ وتُغْبَقُ

سَفرتْ بِهِ الأيامُ فهْي بَواسمٌ

والدهرُ يَبْسم بالسرورِ ويَنْطِق

والأفقُ أشرق ضاحكاً متهلِّلاً

وعيونُ أشخاص الدَّراري تَرْمق

والأرضُ من فرحِ البشائر تنثني

ويدُ الليالي بالهناءِ تُصفِّقُ

تتدفق الأفراحُ فِي عَرصاتها

فكأنما عرصاتُ مَسْقَط زِئْبَقُ

نَشر الجمالُ عَلَى شوارع مسقط

حُللاً يُحاك بِهَا الجُلال ويُنْسَق

وتَطوَّقت أجيادُها حَلَق البَها

وعلتْ بنورِ الملكِ مَجْداً تَخْفق

وتَسربلتْ بالعز بعد تَطوُّقٍ

وكذاك من يكن العزيزَ يطوَّقُ

لبست نِطاقَ الفخرِ بعد بلوغها

والخَودُ بعد بلوغها تَتَمَنْطق

في كل حصنٍ من حِماها فَيْلَقٌ

من عسكرٍ يهوَى القتالَ ويعشقُ

مُتسربل بالمُحرِقاتِ مُدجَّج

بالبُندقات فنصرُه متحقِّقُ

قد ثُقِّفوا للحربِ تثقيفَ الظُّبا

وبفنِّ قانونِ الحروب تَدفَّقوا

أبناءُ جِلدةِ مسقطٍ فهمُ بِهَا

كالأُفعوانِ بسورِها قَدْ أَحْدَقوا

فغدتْ تَتيه من الدلالِ كَأَنَّها

رمحٌ بكفِّ أبي سعيد يَرْشُقُ

خُلقت لَهُ فأتتْ تُزَفُّ بفرشها

وبعرشها كرسي الخلافةِ مُحدِق

تختالُ تِيهاً بالجَلال وغصنُها

يُسقَى بماءِ المجد ثُمَّتْ يورِق

ملك تأَهَّلَ للخلافةِ وهْو فِي

سِرِّ المشيئة بالتكوُّن أَسْبَق

برزتْ حقيقتُه فصار بعرشها

نوراً بِهِ وجه الحَنادِسِ يُشرِقُ

بسمت بِهِ الأيامُ وهْي عَوابِس

فتكاد من ماء التبسُّم تُشرِقُ

ما حل عرش الملك إِلاَّ وانثنتْ

تعلو بِهِ رُتَبُ العلى وتُحلِّقُ

مُتهلِّل يَعْلوه سيفُ مَهابةٍ

فإذا بدَا بَداك وجهٌ أَطْلَق

وإِذا المكارمُ للملوك تَعدَّدت

عُدّت إِلَيْهِ مكارمٌ ولا تُلْحَق

أَنْدَى من المطرِ المُلثِّ سَخاؤُه

فعلى الخَلائق دائماً يتدفق

صعبُ المِراسِ أفكارُه

حُرِمت بِهِ قومٌ وقومٌ يُرزَقوا

سيف نَضتْه يدُ الزمانِ وإنه

لأعزُّ سيفٍ للزمانِ وأصْدق

لو أن مَا فِي الكون حَلَّ بكفه

أَفْناء فِي يومٍ عَلَى من يُنفِق

أضحتْ يداك أبا سعيد للورى

غيثَ العُفاةِ وغَوْثَ عانٍ يَطْرق

بدرٌ أضاء بك الزمانُ وأشرقتْ

حُلَل الليالي من شَذائِك تَعْبَقُ

فلْيَهْنأ الكرسيُّ والعرشُ الَّذِي

يَرْقَى عَلَيْهِ سَناؤُك المُتألِّقُ

حَمل الخلافةَ وهي هيكلُك الَّذِي

لولاك لَمْ تكن الخلافةُ تُخْلَق

ثِبْ للعُلى فَلأنت بدرُ كمالِها

واستعبِدِ الأرواحَ إنك مُعتِقُ

قد حَكَّمتْك مَشِيئةٌ لَمْ يَثْنِها

كيدُ الزمان ولا حسودٌ أحمق

فطلعتَ شمساً يستمدّ بنورِها

قمرٌ بِهِ ثوبُ الضلالِ يُمزِّقُ

فِي كل يومٍ منك بِظَهْر للورى

تأييدُ أمرٍ من ذكائِك يُفْرَق

أعلنتَ مولدَ خيرِ من وَطِئَ الثَّرَى

طلباً لرسم حقيقةٍ لا تُمْحَقُ

أظهرتَ فِيهِ للنبي مَشاعِراً

بظهورِها أنت الحَرِيُّ الأَخْلَق

شَكَّلت أنواعَ السرور بهيئةٍ

طَفقت لَهَا الأبصارُ دهراً تُحْدِق

وفتحتَ أبوابَ المكارِم للورى

نِعَماً بطولِ الدهرِ ليست تَخْلق

أطلقتَ أفواهَ المَدافع مُعلِناً

بالطَّلْقِ للمولودِ حيناً يُخْلق

كُتبتْ برسمِك خطةٌ تُتْلَى عَلَى

حِقَب الزمانِ جديدةً لا تَخْلق

في كل فعلٍ جاء نَسْقَ صنيعِها

فله بفضلك شاهدٌ وتَعَلٌّق

إن المكارمَ من صفاتِك كلَّها

خُلْقٌ وإِن لِمن سواك تَخَلُّق

فاقصِدْ بسيرِك أن تَقُدها جُفَّلاً

فالقصدُ إن يكُ بالديانَةِ أليَق

قِيدتْ إِلَيْكَ فسِرْ بِهَا محفولةً

ماءَ العدالةِ إِنّ عدلَك مُغرِق

حُمِّلتَها فارْفُقْ فتلك أمانةٌ

عَلِم الإله لَهَا بأنك أَرْفَق

واسلكْ بِهَا سُبلَ الهُداةِ فإنها

سبل إِلَى نَهْجِ المكارم تُلْحِق

وتَرشَّحتْ وصلاً إِلَيْكَ فهالَها

إِن كنت مُشتاقاً فها هي أَشْوَق

جاءتْ إِلَيْكَ إراثةً بُلِّغتَها

من سادةٍ مثلِ الكواكب تُنْسَقُ

زرعوا بقولَ المجدِ فِي فَلَكِ السًّما

وسَقَوهُ من بحرِ المَجَرّةِ فارتَقُوا

مُتسلسلينَ إِلَى العُلى يَرِثونها

إِن المعالي بالإراثة أعْرَقُ

إن غابَ بدرٌ فِي سماءِ سُعودِه

طلع الهلالُ بأُفْقِ سعدٍ يَبْرَق

فهمُ الأئمةُ والملوكُ بأُقْرَةٍ

فمُقيَّدُ بهمُ وفيهم مُطْلَق

أحسنتَ من دهرٍ وفَى لي وعدُه

إني بعهدِك يَا زمانُ لَمُوثَق

غَرض تَلَجْلج فكرتي ببُروزه

فبذا وعيني بالدموع تَرَقْرق

حزناً عَلَى بدرٍ تَغَّب شخصُه

ومَسَّرةً ببروز بدرٍ يُشرق

مَا غاب من يَكُ مثلُ تيمورٍ لَهُ

خَلَفاً وهذا للشدائد أَحْنَق

قَدْ طالما شدت عزائمُ همتي

تَخْدو وتذمل لي النِّياق وتَعْتِق

حَتَّى وصلتُ مَرابعَ الفضلِ الَّذِي

أعتز إِلَيْهِ فقلت يَا ركبُ ارْفُقوا

هَذَا الَّذِي وَخَدَ المَطيُّ لبابِه

وإليه حَجَّ المُعْتَفون وأَحْلَقوا

من كنت أرجو أن تُرَدَّ شَبِيبَتي

بزمانه والغصنُ مني يُورِقُ

فإليك يَا عَلَمَ الهدى قَدْ أَرْقلتْ

حُمْر النِّياق وكلُّ فحلٍ أورق

برزتْ إِلَيْكَ من الخِبا محصورةً

خجلاً يُكلِّلُها الحَياء ويَخْنق

فطفقتُ أَعِتيها فقالت إن ذا

جهدي وَمَا قَدْ أستطيع فأُنفقُ

كلُّ الوجوهِ إِذَا رأيت يَعوقني

قَدْ حال بيني والمدائح خَنْدق

لكنّ مدح أبي سعيد واجبٌ

فرضٌ عَلي بذمتي مُتعلِّق

أنت الكفيلُ فَدُمْ كذاك مؤمِّلاً

مَا زلتَ تفتق بالزمان وَتَرْتُق

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو الصوفي

avatar

أبو الصوفي

عمان

poet-Abu-Al-Sufi@

163

قصيدة

4

الاقتباسات

6

متابعين

النشأة والولادة: سعيد بن مسلم بن سالم الجابري المجيزي السمائلي، المعروف بأبي الصوفي، ولد في ولاية سمائل (الفيحاء) عام 1281هـ. كني بأبي الصوفي بسبب ولده الذي سمي بالصوفي، والذي غير اسمه ...

المزيد عن أبو الصوفي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة