عدد الابيات : 39
أشرق صبحٌ جديدٌ
يأكلُ هولَ الظّلامْ
يبعثُ الآمال والحبّ
كأمطار الغمامْ
ويغنّي كالقيانِ
شادياً عذبَ النّشيدْ
ويناغي الوردَ حباً
كمناغاةِ الوليدْ
فانقضى هول الدياجي
وأتى أمن الصباح ْ
صفق الديكُ جناحيه
وقوفاً للصياحْ
ياعباد الله قوموا
صبحنا هذا رباح
وظباء الغاب ضجت
بينها يحلو المزاحْ
والخضمُّ العذب يجري
يملأُ الغاب اصطخابْ
وفراش الغاب يزهو
بجناحيهِ العِذابْ
والنسيمُ العذبُ هبَّ
ينثرُ السّحرَ البديعْ
والوراقى تستجمُّ
بين ازهار الربيعْ
وغصون الغاب مالت
أسقطت حلو الثمارْ
والشحاريرُ تهادتْ
تحت اضواء النهارْ
قام فلاح الحقولِ
باسم الوجه سعيدْ
يرتدي ثوباً بسيطاً
يبتغي العيش الزهيدْ
فتلاقاه الثريُّ
قرب ينبوع المياهْ
صاعر الخد فخوراً
يمشي في الدنيا بهاءْ
قال من مثلي تراني
أرتدي حلو الثيابِ
مسكني قصر كبير
مسكني ليس بغابِ
مأكلي لحم وشربي
شتّى انواع الخمورْ
أملكُ شتّى الجواري
تنسني جور الدهورْ
بينما يحكي فخوراً
قال فلاحُ الحقولْ
هل أُخبّرك حديثًا؟
قالهُ الهادي الرسولْ
ذكر الزهد واثنى
استمع ماذا يقولْ
إزْهد الدنيا يحبّكْ
ربنا الباقي الوكيلْ
ظنك أنَّ الثراء
يمنح العيش السعيدْ
كلّما زهدكَ زاد
عشت في الدنيا سعيدْ
بورك المرء الذي
يرتضي العيش الزهيدْ
كم ثري قد شهدنا
ضنكة فيه الحياهْ
جارت الدنيا عليهِ
ومضت تنهي مناهْ
تارة يُبلى بفقدٍ
تارة يُبلى بداءْ
فاترك الدنيا وعمّر
لجنانٍ واستعد
تلك دار السعداءِ
فاز فيها من زهدْ
وتواضع وتزهد
أيها العبد الغَرورْ
لاتغرّنك دُنيا
هذهِ الدُّنيا تدور ْ
وتأمل وتفكر
آخر الدّنيا قبور ْ
ذُمَّ في القرآن دوماً
كل مختال فخورْ
———
12
قصيدة