هَلِ الْمَوْتُ زَائِرٌ يَقِفُ عَلَى الْأَبْوَابِأَمْ أَنَّنَا نَحْنُ الْوَسْوَاسُ الْمُقَيَّدُ بِأَكْفَانِ الْعَدَمِلِمَاذَا نَخَافُ مِنَ الْمَوْتِهَلْ لِأَنَّهُ الْحَقِيقَةُ الْمُعَلَّقَةُ فِي أَنْفَاسِنَاأَمِ الْهُوَّةُ الَّتِي تَتَرَاقَصُ خَلْفَ أَعْيُنِنَا
أَتَمَايَلُ فِي ظِلَالِهِ كَرَاقِصٍ عَلَى حَافَةِ الْعَبْثِأَسْمَعُ صَمْتَهُ يَتَنَفَّسُ كَنَاقُوسٍ يَرِنُّ فِي الْفَرَاغِهَلْ هُوَ الزَّائِرُ الَّذِي يَأْتِي لِيَفْجُرَ سَتْرَ أَحْلَامِنَاأَمْ بَابٌ يَفْتَحُ لَنَا سِرَّ الْغَيْبِ الْمَكْنُونِ
أَفْتَشُ عَنْهُ فِي الْوُجُوهِ الزَّرْقَاءِ الْمُنْتَهِيَةِ الصَّلَاحِيَّةِفَأَرَى أَكْفَانًا بِلَوْنِ الثَّلْجِ تُجَمِّدُ الْأَحْيَاءَ الْمَيِّتِينَوَتَحْفَظُ الْمَوْتَى بِلَا فَنَاءٍ كَأَصْنَامٍ تَتَرَاقَصُ فِي الْجَلِيدِأَسْأَلُهُ: أَيْنَ الْمَعْنَى فِي هَذَا الْوُجُودِ الْمَكْسُورِفَيَبْتَسِمُ كَسُؤَالٍ يَتَمَايَلُ فِي لُجَّةِ الصَّمْتِ
فِي لَيْلِي يَتَرَاقَصُ كَظِلٍّ يَحْمِلُ جَسَدَ الْعَدَمِأَسْئِلَتِي تَتَنَفَّسُ كَرِيحٍ تَعْزِفُ عَلَى أَوْتَارِ الْفَنَاءِهَلْ هُوَ النِّهَايَةُ الَّتِي تَرْقُصُ فِي دَمِيأَمِ الْبِدَايَةُ الَّتِي تَتَسَاقَطُ كَأَوْرَاقٍ مِنْ شَجَرَةِ الْوَهْمِأَعِيشُ كَظِلٍّ يَفْتَشُ عَنْ جَسَدِهِ فِي مَرْآةِ الْمَوْتِوَالْجَوَابُ يَتَمَايَلُ كَنَغْمَةٍ تَمُوتُ قَبْلَ أَنْ تُولَدَ
وَلَكِنْ، بَيْنَ الظِّلِّ وَالنُّورِ حَيْثُ تَتَلَاقَى الْأَنْفَاسُقَدْ تَجِدُ الْجَوَابَ الَّذِي غَابَ عَنَّا بَيْنَ السُّطُورِقَدْ تَكُونُ النِّهَايَةُ بِدَايَةً جَدِيدَةًقَدْ تَرْقُصُ الْحَيَاةُ فِي تَفَاصِيلِهَا بِأَلْوَانٍ غَيْرِ مَرْئِيَّةٍوَقَدْ يُضِيءُ الْمَوْتُ لَنَا الطَّرِيقَ الَّذِي كُنَّا نَغْفَلُ عَنْهُ
89
قصيدة