مَرَرْتُ بِدِيَارَ قُرْبَى قَدْ رَحَلُوا
فَقُلْتُ هَلْ مِنْ مُجِيبٍ عَنْ سُؤَالِ
كُلُّ الْبُيُوتِ قَدِ انْدَثَرَتْ وَمَا تَبَقَى
الَا بَعْضُ حِيطَانِ
تُخْبِرُكَ عَنْ مَاضٍ تَلِيدٍ وَ زَمَنٍ
جَمِيلٌ وَعُنْوَانِ
أَيْنَ الْوُجُوهُ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَرُ
بِالْفَرْحَةِ وَالْعُنْفُوَانِ
وَ صَبَايَا حِسَانِ يَلْعَبْنَ مَعَ
أَبْنَاءُ الْجِيرَانِ
أَيْنَ الْفلُّ وَالْيَاسَمِينُ وَ خَرِيرُ
الْمَاءِ وَ الْأُقْحُوَانِ
صُوَرٌ رَائِعَةٌ ارْتَسَمَتْ فِي
ذهني وَ وِجْدَانِي
كَأنِّي أَعِيشْهَا اللَّحْظَةَ وَلَمْ
تَعُدْ فِي مَهَبِّ النِّسْيَانِ
أَيَا عَجَلَةُ الزَّمَنِ هَلْ مِنْ
عَوْدَةِ الَى ذَاكَ الزَّمَانِ
لَعَلِّى أرْتَشِفْ شَيْئًا
مِنْ حُلْوِ الْمَكَانِ
تَدَارَكَتْنِي نَفْسِي
وَفِقْتُ مِنَ التَّيَهَانِ
فَعَجَلَةُ التَّارِيخِ تَسِيرُ
دَائِمًا الَى الَامَامِ
وَالرُّجُوعُ إِلَى الْوَرَاءِ
ضَرْبًا منَ الْهَذَيَانِ
9
قصيدة