فِي جَحِيمِ الْمَعْصِيَةِ أَتَقَلَّبُكَطَائِرٍ يَحْلُمُ بِسَمَاءٍ مُزَيَّفَةٍأَرْكُضُ فِي دَائِرَةٍ مِنْ لَذَّةٍلَكِنَّهَا سَرَابٌ يَحْرِقُ الْأَعْمَاقَأَنْفَاسِي تَضِيقُ كَحَبْلٍ يَعْصُرُنِيوَرُوحِي تَصْعَدُ فِي ظَلَامٍ أَخْرَسَكَأَنَّنِي أَتَنَفَّسُ رَمَادًا حَيًّايَخْنُقُنِي بَيْنَ ضِلَاعِ الْأَوْهَامِ
عَالَمِي وَهْمٌ يَرْقُصُ حَوْلِيكَظِلٍّ يَتَلَوَّى عَلَى جِدَارٍ مَكْسُورٍأَشْرَبُ مِنْ كَأْسِ الْمَعْصِيَةِ سُمًّايَعِدُنِي بِالْحَيَاةِ وَيَسْقِينِي مَوْتًارِجْلَايَ تَغُوصَانِ فِي تُرَابٍ حَارِقٍوَعَيْنَايَ تَرَيَانِ نَجْمًا مُنْطَفِئًاكَأَنَّ الْجَحِيمَ فَمٌ يَبْتَلِعُنِيوَيَمْضَغُ أَحْلَامِي بِأَنْيَابِ الْغَيِّ
ثُمَّ انْفَتَحَ بَابٌ مِنْ نُورٍ رَبَّانِيٍّكَشَمْسٍ تَشُقُّ لَيْلًا أَعْمَى بَائِسًانَظَرْتُ فَرَأَيْتُ الْحَقِيقَةَ تَتَجَلَّىكَمِرْآةٍ تَكْشِفُ زَيْفَ الْأَقْنِعَةِرُوحِي تَنْتَفِضُ مِنْ قَفَصِ الْخَطِيئَةِكَفَرَاشَةٍ تَرْفُضُ الْعَتَمَةَ وَتَطِيرُأَنْفَاسِي تَعُودُ كَنَسِيمٍ يَحْمِلُنِيإِلَى سَمَاءٍ تَفِيضُ بِالرَّحْمَةِ الْغَزِيرَةِنَعِيمُ الطَّاعَةِ يَغْمُرُنِي بِجَنَّةٍكَأَنَّ الْقَلْبَ يَرْقُصُ فِي حَدَائِقَ سَمَاوِيَّةٍحَلَاوَةُ الْإِيمَانِ تَسْرِي فِي عُرُوقِيكَنَهْرٍ مِنْ عَسَلٍ يُطْعِمُ الرُّوحَ حَيَاةًبَصِيرَتِي تَتَجَلَّى كَنَجْمٍ يَهْدِي السَّارِيتَرَى الْحَقَّ وَتَعْلُو فَوْقَ ضَبَابِ الْغَفْلَةِفَرَحَةُ الْمُؤْمِنِ تَحْمِلُنِي لِعَرْشِ رَبِّيلَأَسْجُدَ لِلَّهِ مُتَهَلِّلًا أَتَقَلَّبُ فِي نِعْمَائِهِكَطَيْرٍ يَعْزِفُ تَسْبِيحًا فِي أَفْلاَكِ النُّورِ
89
قصيدة