البيوتُ
كانت بيوتًا،
ثم صارت قبورًا لمن سكنها،
والناجون؟
ملاذُهم الشارع،
يطاردهم الموت أو الأسر
أو سياطُ الجلادين،
من وحوشٍ تشبه البشر،
لكنهم ليسوا بشرًا.
لا ضمير، لا إيمان،
لا رحمة في قلوبهم،
ولا إنسانية.
دموعُ الأبرياء لا تهزّهم،
آهاتُ من بُترت أطرافهم لا تحرّكهم،
من تحجّرت قلوبُهم
وماتت أرواحُهم
وصاروا كائناتِ موتٍ تمشي على الأرض.
لكن رغم الخراب،
ما زلتُ أسمعُ بكاءً
يرتفعُ من قلبِ الركام،
يقول لي:
اكتبْ عنّا،
اكتبْ، حتى لا نُنسى،
حتى لا يُغتالَ صوتُ الوجعِ
بصمتِ العالم.