نَافِذَتِي حَدِيقَةٌ تَتَنَفَّسُ الْأَحْلَامَتَطَلُّ عَلَى بُرْكَةٍ تَرْقُصُ فِيهَا الضِّيَاءُحَوْلَهَا حَوْرِيَّاتٌ تَتَلَأْلَأُ كَالنُّجُومِكَأَنَّهُنَّ فِي مَجْلِسٍ يَغْنِي بِالْأَمَانِي
إِيقَاعُ الرِّيحِ يُزَمِّلُنِي بِلَحْنٍ خَفِيفٍخَيَالِي شَاشَةٌ تَتَنَاثَرُ فِيهَا الْعَجَائِبُمَشَاهِدُ تَتَلَوَّنُ كَصَنْدُوقٍ مِنْ سَحْرٍأَجْلِسُ وَحْدِي وَالْفَرَحُ يُرَاقِصُ عَيْنَيَّ
أَلْمَسُ النُّجُومَ بِرَأْسِ أُصْبُعِي بِرِقَّةٍيَبْتَسِمُ لِيَ الْقَمَرُ تَعَانِقُنِي السَّحَابَةُمِنْ شَاشَةِ الْخَيَالِ تَطَلُّ سَاحِرَةُ النَّهَارِبِوِشَاحِهَا الْأَخْضَرِ مَمْلَكَةٌ مِنْ ضَوْءٍ وَزَهْرٍ
أَصَابِعُهَا تَرْقُصُ عَلَى أَوْتَارِ الْبَيَانُووَأَنَا أَتَلَهَّفُ يَرْقُصُ قَلْبِي مَعَ النَّغَمِعَيْنَاهَا كَأَسَانِ مِنْ نَبِيذِ الْفَرَحِ الْأَخْضَرِتَمْتَزِجُ بِأَنْفَاسِيَ تُضِيءُ لِيَ الدُّنْيَا
رُوحِي تَقِفُ أَمَامَ لَوْحَتِهَا مُبْهَرَةًرِيشَتِي تَتَنَفَّسُ أَلْوَانَ الْأَمَلِ وَالْهَوَىأَمْشِي إِلَيْهَا وَخُطَى الْقَلْبِ تَتَرَنَّمُكَأَنَّهَا آخِرُ نَسَمَاتِ الْجَمَالِ فِي الْوُجُودِ
تُومِئُ لِي: "تَعَانِقْنِي بَيْنَ صَاحِبَاتِي"أَقِفُ عِنْدَهَا وَالدُّنْيَا تَرْقُصُ مِنْ حَوْلِيأُخْفِي تَوَتُّرِي بِضَحْكَةٍ خَجُولَةٍنَايَاتِي تَرْتَعِشُ وَكَلِمَاتِي تَتَلَعْثَمُ
أَسِيرُ حَافِيًا عَلَى إِيقَاعِ شَوْقِيأَتَسَاءَلُ: "مَنْ أَنَا فِي هَذَا الْحُلْمِ الْعَجِيبِ؟"مَنْ جَاءَ بِي إِلَى هَذِهِ النَّافِذَةِ السَّاحِرَةِ؟وَمَنْ هِيَ الْمَلَاكُ الَّتِي تَبْزُغُ مِنْ خَيَالِي؟
أُومِئُ لَهَا وَجَفْنِي يَغْفُو فِي نَسْمَةِ الْهَوَى"صَبَاحُ الْخَيْرِ أَنَا بَائِعُ الضَّحِكَاتِ""هَلْ تَشْتَرِينَ مِنِّي يَا أَمِيرَةَ الْأَحْلَامِ؟"فَتَبْتَسِمُ لِي وَالْخَيَالُ يَرْقُصُ فِي نَغْمَةٍ
89
قصيدة