عشتَ ما عشتَ وقاربت الأجلْ، وتواريتَ لتروي ما حصلْ
تقطفُ العِبرةَ من ماضيكَ، تقضي في خصومات الأوَلْ
في زمانٍ مُلئت أيامهُ، بالأكاذيب ،وأصناف العلل
وبعصرٍكلمأ انْقَدنا لهُ، سكب الزيتَ علينا واشتعلْ
يتلاقى العلم والجهل به، كتلاقي عاقلٍ بالمُخْتَبَلْ
لم تكن تعرف شيئا في الصِّبا، وكذاك الحال كهلاً لم تزلْ
كلما زِدْتَ يقيناً وهدىً، جرّك الدهر نزولاً ونَسَلْ
الذي حولك لا تعرفه ، لا ولا تدري يقيناً ماحصلْ
كلهم يطفوعلى هامتهِ ، كغبارٍ كلّما ثارَ هَطلْ
يتساوى الأمس واليوم كما ، يتساوى من بَقى أو من رحلْ
زعموا أنك تمشي خلفهمْ، كغرابٍ يقتفي سِربِ الحَجلْ
أرأيتم كيف للناس معاييرٌ ، وكلٌّ يَدَّعي دور البطلْ
قفْ حياداًمن جميع الناس واقلب صفحةالعُمرتجَاوزماحصلْ
واشغلِ النفسَ بما ينفعها ، واتْبِعِ الفطرةَ حتى لا تَمَلْ
ليس للعيش ضمانٌ إنما ، أملٌ يُذكيه في القلب العملْ
إنما الأعمال وعدٌ بالبقا ، وانشغالٌ ، ثم يطويها الأجلْ
وابذل الجهدَ كما لوأنَّهُ ، سيقيم الدهرَ أو يبني الدُّولْ
رتِّبِ الفعل من الأعلى إلى الأدنى وباشرهُ بقولٍ وعملْ
لا ترُغْ يمنةَ أويسرةَ وارسل، طاقة التوجيه نحو المحتملْ
ركِّز الهِمَّة نحو الفِكرةِ المُثلى بعزمٍ ثابتٍ دون كسلْ
حاور النفس طويلا وتسآءلْ ، ياتُرى هذا نجاحٌ أوفشلْ
في المهارات التي تحملها ، خصلةٌ تُبقيك رمزاً وبطلْ
لا تقفْ عند حدود الوقت ياهذا ، فوقتُ الناس لُغزاً لايزلْ
لك أنْ تُصبح في الأرض إذاما شئت يوماً ثم تُمسي في زُحلْ
ليس عمرالمرء مثل الصَّخرِأعوامٌ تناهت في غيابات الأزلْ
أنَّ عمر المرءِ ما يُنجزه للناس ، مايُذكي لديهم من جَدَلْ
ما الذي خلَّده من فكرةٍ ، ماالذي أبقاهُ فينا ورحَلْ
وجِّه العقل إلى شيئ فريدٍ ،واحدٍ واجعلْهُ للغير مَثَلْ
حدِّدِ السقفَ الذي تبلُغهُ ثمّ انطلق إن كنتَ تنوي أن تصلْ
شاور العقل وحدِّد ما ترى ، واقنعِ القلبَ إذا القلبُ سألْ
قاوم الرغبة في التَّافهِ والأدنى وشمِّر نحو تحقيق الأجلّْ
كرِّسِ القُدرة والفعل على أهدافك العليا، ومن دون كلَلْ
الذي يعنيكَ بالفعل كثيرٌ ، لا تقُل أخضعُهُ تحت الأقلْ
مارسِ التفكير في التنفيذ كي تختصر الوقتَ وتُوفي بالأجلْ
فكرة التخطيط من قَبلُ لأمرٍ، يمنع الفعل الرديئَ المرتجلْ
لاتؤدي الواجب المعقود بل فوق الذي يُرجى ولوقِيل اكتملْ
لا ينال العزَّ من يسعى إلى ، كل فعل تافهٍ أو مُبتذلْ
أنّ إحسان النوايا يُحسن الأفعالَ أضعافًا ويُعفيك الزَّللْ
داومِ التعليم ، فالتعليم يبقى المطلب الأوفى لتحقيق الأملْ
حدِّدِ الأسباب هل منكَ أتتْ ، أم غريبٌ عارضٌ جَدّ وحَلْ
منطق الأشياء ، أنّ الفعل يؤتي الفعل،والإنجاز يجتازُ الفشلْ
لا تكن ثرثارةً في كل نادٍ ، فجميل القول ما قلَّ ودَلْ
إقرإ القرءآنَ واتقنْ حِفظهُ ، وتأمّلْ في المعاني والجُملْ
فهونورٌ من هدى الربِّ الذي، علّم الإنسان ما جدوى العملْ
يشرحُ الصدر ويسمو بالرؤى ، وينيرُ القلب، يُوقيكَ الزللْ
فيه ترغيبٌ لأرباب الحِجَى، وهو ترهيبٌ لمن عنه غفَلْ
إنما الإيمان عونٌ للفتى ، لاجتيازالمُستطاعِ المحتَمَلْ
أرأيتمْ كيف أنّ الله قد أيَّدَ من شاءِ ، وللغير خذَلْ
إنَّ دين اللهِ إيمانٌ، وإحسانٌ وتقوى، وصلاةٌ، وعمَلْ
ليس للقتلِ ولا الترويعِ ، أوتكفير من نَحسَبُهُ زاغَ ، وضلّْ
أنّ دين الله ، بالحُجَّة معقودٌ ،وبالروحِ الذي منه وصلْ
وصلاة الله تغشى المصطفى،من هدى الناس إلى خير العمل.
23/12/2014م عبدالكريم الشويطر صنعاء

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الكريم الشويطر

avatar

عبد الكريم الشويطر حساب موثق

اليمن

poet-Abdulkarym-al-showaiter@

169

قصيدة

20

متابعين

الاسم: د/ عبد الكريم عبد الله الشويطر تاريخ الميلاد: ٢٤ يوليو ١٩٥٠ الحالة الاجتماعية: متزوج، أب لأربعة أبناء وثلاث بنات التعليم: تلقى علومه الأساسية في مدينة إب، والمرحلة الثانوية في القاهرة وتعز. رُشح لدراسة العلوم ...

المزيد عن عبد الكريم الشويطر

أضف شرح او معلومة