أَنْتَ الَّذِي أَوْقَدْتَ شَرَارَةً فِي صَدْرِيوَمَضَيْتَ تَارِكًا الْجَمْرَ يَلْتَهِمُ أَنْفَاسِيكُلَّ لَيْلَةٍ أَرَاكَ فِي زَاوِيَةٍ مِنْ خَيَالِيتَبْتَسِمُ كَأَنَّ الْبُعْدَ لَمْ يَكْسِرْ جَنَاحَيْنَالَكِنَّ الدُّمُوعَ تُخْبِرُنِي أَنَّكَ ظِلٌّيَرْقُصُ فِي عَيْنَيَّ ثُمَّ يَغِيبُ كَالدُّخَانِثِيَابِي مَا زَالَتْ تَحْتَفِظُ بِنَسِيمِ عَطْرِكَلَكِنَّهَا تَصْرُخُ فِي صَمْتٍ: أَيْنَ الْحَيَاةُ؟أَنَا لَسْتُ تِلْكَ الْفَرَاشَةَ الَّتِي كُنْتَ تَرَاهَاجَنَاحِي مَزَّقَهُ الشَّوْقُ وَالرِّيحُ الْعَنِيدَةْأَصْحُو كُلَّ صَبَاحٍ عَلَى رَائِحَةِ الْحُزْنِوَأَنَامُ مُعَانِقَةً دَفْتَرَ ذِكْرَيَاتِيكَانَتْ شِفَتَاكَ نَغْمَةً تَعْزِفُنِي سَعَادَةًفَكَيْفَ صَارَ عَزْفُكَ جُرْحًا يَنْزِفُ أَلْوَانِي؟أَتَذْكُرُ يَوْمًا قُلْتَ إِنَّ الْحُبَّ دَوَاءٌ؟لَكِنَّ دَوَاءَكَ صَارَ سُمًّا يَجْرِي فِي أَوْعِيَتِيأَكْتُبُكَ عَلَى جُدْرَانِ قَلْبِي بِحِبْرِ الدَّمْعِوَأَمْسَحُكَ بِأَصَابِعِ الْأَمَلِ الْمُرْتَعِشَةْلَيْتَكَ تَعْلَمُ كَمْ أَنْثَى أَنَا فِي غِيَابِكَرَقِيقَةٌ كَالنَّسِيمِ، مَكْسُورَةٌ كَالزُّجَاجِأَتَسْأَلُنِي لِمَاذَا لَا أَعْتَنِقُ السَّعَادَةَ؟لِأَنَّ السَّعَادَةَ بَابٌ أَغْلَقْتَهُ بِيَدَيْكَوَالْمِفْتَاحُ ضَاعَ فِي زَمَنٍ رُبَّمَامُنْذُ أَلْفٍ وَسَبْعِمِئَةٍ وَوَاحِدٍأَنَا لَسْتُ الْمَلَاكَ الْبَاكِيَ فَقَطْأَنَا النَّارُ الَّتِي تَرْقُصُ فِي رَمَادِ الذِّكْرَىوَإِنْ كُنْتَ هَذَيْتَ فِي بُعْدِي يَا سَيِّدِيفَأَنَا الرَّمَادُ الَّذِي يَكْتُبُ قِصَّةَ الْحَنِينِ
89
قصيدة