(1)
حالُ ليلى قبلَ أنْ تَسكُنَ صَدري
مثلَ أحوالِ الصَحارى
عطشٌ لازَمَها أكثرَ من عشرينَ عاماً
وأحاسيسُ سُكارى
مادَرَتْ أياَّ من الأشياءِ قد يُصبحُ برداً
وسلاماً فوقَ نَهدَيها
وأياَّ يَجعلُ النَّهدينِ نَارا
قرأتْ ليلى عن الحُبِّ كثيراً
حلُمتْ بالحُبِّ لَيلاً ونهارا
بحثتْ عنهُ سِنيناً دونَ جدوى
سألتْ عن مَنزلٍ يُمكنُ أن يَسكُنَهُ
أو أيّ مقهىً يَلتقي فيهِ
بآلافِ المُحبِّينَ جَهارا
غيرَ أنَّ امرأةً كانتْ أحَبَّتْ قَبلها
قد أخبَرتْها أنْ هذا الحُبَّ
لا يَملكُ فوقَ الرَّملِ دَارا
(2)
بحثتْ ليلى عن الحُبِّ بأصواتِ الشَّحاريرِ
ببستانٍ من الوَردِ
بمَجرى النَّهرِ في البَحرِ
بِعُشٍّ فيهِ عُصفورٌ تَوارى
سألتْ عنهُ شُيوخاً
سألتْ عنهُ صِغارا
واحد أكّدَ أنَّ الحُبَّ قد سارَ يميناً
واحدٌ أقسمَ أنّ الحُبَّ قد راحَ يَسارا
آخرٌ حاولَ إخفاءَ دُموعٍ
نبعتْ من وَسْطِ عينيهِ فَحَارا
(3)
بَحثتْ ليلى عنِ الحُبِّ بزخَّاتِ المطرْ
بحثتْ عنهُ بأوراقِ وأغصانِ الشَّجرْ
نبشتْ كلَّ الرَّمالْ
قلبتْ كلَّ حَجرْ
أعلنتْ في صُحُفِ البَلدةِ عن فُقدانِ شَخصٍ
مالَهُ جِنسٌ ولا عُمرٌ ولا شَكلٌ ولا لَونٌ
ولكنْ مُعظمُ النّاسِ أفادوا أنّهُ كانَ شَبيهاً بالقَمرْ
غابَ من عشرينَ عاماً دونَما أيِّ خَبرْ
(4)
والتَقَينا
كنتُ لا أعرفُ منها غيرَ وجهٍ يحملُ الحُزنَ ويَستجْدي الأمَانْ
وهي لا تعرفُ أنَّ الحُبَّ يَحيا هذه اللحظةَ من عُمرِ الزَّمانْ
سألتْني
إنّني عطشى فهلْ تَحمِلُ في الأعماقِ ماءً أو حَنانْ
جئتُ من صحراءِ أحزَاني
أريدُ الحُبَّ ..
أُعطي العُمرَ كَي ألقاهُ في أيِّ مَكانْ
طائرُ الخَوفِ وَرائي
وأمامي حُلمٌ ما زالَ رهنَ الهَذيانْ
شاخصُ قُربي ولكنْ لا تُدانيهِ اليَدانْ
إنَّني عَطشى
فهلْ تَعرِفُ أينَ الحُبُّ يَحيا يا فُلانْ
(5)
وأنا ما كانَ منّي غيرَ أن أفتحَ أزرارَ قَمِيصي وأقولْ
يسكُنُ الحُبُّ هُنا
أخضرَ مروِياً على مَرِّ الفصولْ
4
قصيدة