عدد الابيات : 28

طباعة

يا قلبُ إنّ فِراقَ الحِبّ قد حَانا

فلْتأمرِ العَينَ تبكِي الدّمعَ تَهْتانا

ولْتأمرِ النفسَ تُبدي مِن سَرائرِها

مِن لَوعةِ الحُبّ آهاتٍ وأشجَانا

قالت: تَظلُّ على الأيمانِ قد سَلَفَتْ؟

فقُلتُ: لا بُورِكَ القلبُ الذي خَانا

فأضْمرَت وجْدَها والعَينُ تَفضحُها

هَيهات تَسْطِيعُ تلكَ العينُ كِتمانا

ووَدّعَت ثم وَلّت وهي قائلةٌ:

أستودعُ اللهَ في الأوطانِ أوطانا

وظَلْتُ أرْقُبُها والقلبُ يَذكُرُ لي

لياليَ الأنسِ، والأحزانُ تغشَانا

وحِينما أنشَدَت شعرًا نُسَرُّ به

كالطَيرِ يَشدو على الآراكِ ألحانا

وحِينما أرسَلَت باللحظِ أسهُمَها 

فخَلَّفَت قلبيَ الوَلهانَ نَشْوانا

يا لَيْتها أخْطَأَت قلبي ولم تَرَني

أو أنني لَم أُطِعْ قلبي لِمَا كانا!

ما كنتُ أعلمُ أنّ الحُبَّ يَقتُلني

حتّى لبستُ بِداءِ الحُبّ أكفانا

ما كنتُ آملُ أن أغدو صَريعَ هَوًى

لكنْ لِغزّةَ تَغدو الروحُ قُربانا

فيها أُباةٌ يَرَونَ المَوتَ مَكرُمَةً

والعَيشَ تحت سماءِ الذُلِّ بُهتانا

ما ضَرّهُم حَشدُ أعداءِ الإله لهم

أو ضَرّهُم خائنٌ، يا وَيْحَ من خانا!

لا يَنثَني عَزمُهُم عِند اللقاءِ ولا

يأتُونَ إلا كمِثلِ الأُسدِ وُحْدانا

(والحَربُ تُرعِبُ ذا سمعٍ وذا بَصَرٍ

لكنْ إليها أتَوْا صُمًّا وعُميانا)

وسَيّدٍ أرهَبَ الكفارَ قاطبةً

مُلَثّمٍ قد أتى بالحقّ تِبيَانا

كالبدرِ طَلعتُهُ،...والسّيفِ قَوْلَتُهُ

والموتِ صَوْلَتُهُ، أعظِم به شانا

والقائدُ البطلُ المِغوارُ سيّدُنا

يَحيَىٰ، به اشْتَعَلَت صُهيونُ نِيرَانا

قادَ الأباةَ إلى الهَيْجا ولا عجَبًا

فَهْو الكَمِيُّ الذي في الحَربِ ما هَانا

كمَا الزلازلِ للأعداءِ، يَدفَعُهُم

بالقَتلِ قَتلًا وبالطُغيانِ طوفانا

ما ماتَ إذ ماتَ، بل أحيا بِسِيرَتِهِ

جَيشًا من العَزمِ قُوّادًا وفُرسَانا

إن يَقتُلوهُ سَيَغدو في نُحورِهِمُ

مِن بعدهِ ألفُ يَحيَىٰ مِثْلَما كانا

أعْظِمْ به وبأُسْدٍ دامَ سعيُهُمُ

مِن بَعدِه، فأعَادوا النصرَ عُنوانا

قد أرْغَموا أنفَ أعداءِ الإله وقد

عادَت لنا غَزّةُ الأحرارِ أوْطانا

يا أهلَ غزةَ أهلَ العِزّ إنّ لكمْ

للصبرِ أجرًا وجناتٍ وإحسانا

مَن مات مِنكم فَفِي الجناتِ مَنزِلُهُ

يَلقى الفَضائلَ أشكالًا وألوانا

أو عاشَ، عاشَ أبِيًّا باسِلًا بَطلًا

إذا الطُّغاةُ أرادوا الحربَ عُدْوَانا

يا لَيْتَني كنتُ فيهم وابنُ دَوْلَتِهم

شتّانَ بَيْني وبَيْنَ القَومِ شَتّانَا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان خطاب (أبو أُنَـيْـس)

سليمان خطاب (أبو أُنَـيْـس)

45

قصيدة

سليمان بن مدحت خطاب، شاعر مصري من محافظة الغربية، درسَ في كلية دار العلوم. يقتفي أثر الأولين ولد في اليوم الأول من شهر يونيو لعام ٢٠٠٦م

المزيد عن سليمان خطاب (أبو أُنَـيْـس)

أضف شرح او معلومة