لم أدخل مطعمًا في حياتي،
فالفقر صديقي منذ سنين،
ولا أملك ثمن وجبةٍ تسدّ جوعي.
لكنّي أحلم بمكانٍ يُطعم الناس بالمحبّة،
لا بالمال،
ويطهو الطعام بقلبٍ دافئ،
لا بمقاييس الربح.
ربّما مطعمي المفضّل سيكون ذاك الذي
يفتح أبوابه للجياع،
ويشبع الروح قبل الجسد.
ولكن بالرغم من كل هذا،
سوف أخبرك ما هو أفضل مطعم بالنسبة لي
ما زلت أذكر ذلك الفيديو،
عن طفلٍ فلسطيني من غزّة،
كان متّسخًا، يجلس على الركام،
يأكل فولًا معلّبًا بأصابعه الصغيرة
من صحنٍ معدنيٍّ قديم،
من دون خبز،
لأن الطحين مفقود بسبب قسوة الحصار.
بالرغم من جوعه الشديد،
كان يطعم القطط الجائعة،
يضع صحنه أمامها لتأكل،
أو يطعمها بيديه.
بالنسبة لي، هذا هو أفضل مطعم،
لأنه ليس فقط طفل صغير جائع من فلسطين المنكوبة الجائعة،
بل هو رمز الإنسانية
التي ماتت في قلوب الكثير من الأشرار،
الذين يشبهون البشر
لكنّهم ليسوا بشرًا.