الديوان » محمَّد سند الشمَّري » كفيل بك الهجران

عدد الابيات : 49

طباعة

كفيلٌ بِك الهجرانُ أن تتغيِّرا

فيا صاح مهلاً أن تباعَ وتشترى

إذا ماأردتَ  الحُبَّ من دونِ منَّةٍ

يسيراً إذا ماكان أو مُتيسِّرا

بهِ  كلُّ ماتهواهُ من قلبِ عاشقٍ

تمادت بهِ الأَشواقُ حتَّى تقهقرا

إذا لامستهُ الرُّوحُ جنَّ جنونها

وإنْ  طالهُ الوجدانُ ذابَ وقشعرا

وإنْ فارقتهُ الروحُ قامَ قِيَامُها

جَدِيْراً بهَذَا الحُبِّ أن يَتَوَقَّرا

فَدع عنكَ ماقد قيلَ واتركهُ جانباً

و إيّاكَ  ميلَ النفسِ أَلَّا تُصَبِّرا

و إيَّاكَ أن ترتابَ في الحُبِّ رِيبةً

فما كانَ عهدُ الحبِّ أن تَتَذَمَّرا

وماصحَّ يا مسكين أن تكتمَ الهوى

إذا  ماأَردتَ  الحُبَّ أن يَتَصَيَّرا

أ تبني لها ياصاح في القلبِ منزلاً

محالاً فلن تُعطيكَ في الوصل زَنْجَرا

بعيداً  كبُعدِ الشَّمسِ كان  منالها

و فضلاً على ما كان كان  مُعَسَّرا

فإنَّ الَّذي ترجوهُ ليس بسانحٍ

وعشق الَّذِي تهواهُ ليس مُيَسَّرا

وعذراً فانَّ الحبَّ ضاع مقدَّماً

كأنَّ الهوى المزعوم ليس مُقدَّرا

كفى يافؤادي بل كفاك تحيِّرا

الى دار مَن أحببتَ عدتَ مُسيَّرا

وعدنا وعاد الشوق من حيث ماانتهى

بما أنَّ حبل الوصل لن يتبتَّرا

وما كان مَن تهواه إلَّا مقيَّداً

يعاني قيود الحبس ثُمَّ تحرًّرا

وعشقي لها بالأمس مازال قائماً

وقلبي على مافات منها تفطَّرا

إذا واصلتني كنتُ فيها متيَّماً

وإن باعدتني كنتُ منها مدمَّرا

ألا ياكثير النصح لستَ بناصحٍ

فانَّي مع الأحباب لستُ مخيَّرا

ودعني أطيل الحزن والحزن سلوتي

أعاني هيام العشق كي أتطهَّرا

أيرضيك حالي في الهواء معلَّقاً

أيكفيك أنَّي أن أموت فأقبرا

كما  أنَّ عيشي في الحياةِ بدونها

تعدَّى  عناء العيشِ حتَّى  تَحَقَّرا

و ناهيكَ أنَّي الييومُ صرتُ مُشوَّشاً

و لا سيّما الأَشواقُ لَنْ  تَتَصَبَّرا

نَحَى في فُؤَادي والفُؤَادُ مُتَيَّماً

نَحَى  في ضميري ثُمَّ قالَ وثرثرا

حَكَى  رِيْعُ    قَلبيْ   أنَّ   قَلبيْ تَفَطَّرا

تَسَنّى   لهُ   اللقيانُ    ثُمَّ    تَعَذَّرا

ولمَّا  رأَى    شيماءَ    صار   مُتَيَّماً

أَخيذاً    بِكُحلِ   العين ثُمَّ    تَأَسَّرا

وَ كَانت   تغضَّ  الطرفَ  عنهُ  وَ  تَتَّقي

لقاءاً   يشافي   القلبَ    ما  أن   تَقَرَّرا

وَ قَاسى الفتى المفتونُ في الحبِّ قسْوةً

وَ أمسى ونالَ  الشَّوقُ  منهُ  و أَكثَرا

فيا  صاح  لا يغريكَ    منّي   فإنَّني

إليها قديمُ   العِشقِ    عاد   لِيظهرا

إليها   صميمُ القَلبِ  يخفقُ  عاشقاً

وَ فيها  ترى  الإِحساسَ  وَالعشقَ  أَخضرا

عِرَاقيَّةُ   العينين   و  الوجهُ    يَافعٌ

منيراً    كَنور البدرِ  في  الليلِ   أنورا

رصافيَّةُ  الأَحساسِ  كرخيَّةُ   الهوى

شعوراً    أَتَاهُ    اللهُ    قَلباً   مؤزَّرا

بِوجه    كما    بدر   الزَّمَانِ    بِحُسنِهِ

جديدٍ على   الأَيَّامِ لنْ يَتَكَرَّرا

وَ قَدٍّ كَمَا  عود  القرنفُلِ    مَائلٍ

يميناً إذا   مَا مال عاد مُبَختَرا

إذا مال  رِدفٌ    أَردَفتهُ     بِآخرٍ

و إنْ لاحَ نَهْدٌ  لِلعيانِ    تَسَتَّرا

بهِ حينَ  يمشي   ما بِردفِ   غزالةٍ

رَشِيْقَاً    غزالُ   البَرِّ جاء  مُخَصَّرا

لهُ   ألفُ   آهٍ في الفؤادِ  صبابةً

بهِ   ألف  حزنٍ  في  العيُونِ   تمحورا

رَبِيْعٌ   مِنَ   القدَّاحِ     يَعبقُ    ريحهُ

كزهرٍ   كأنَّ الزَّهر  في  الخدِّ   أزْهَرا

وطِيبٌ  من النِّسْرِيْنِ  ما انفَكَ  عطرهُ

يُحَاكي  شَغَافَ القَلبِ أو يَتَبَلْوَرا

كأَنَّ   الَّذِي  تهواهُ يزدادُ    قوَّةً

وَ يمْضي  رفيعَ الشأنِ  في الناسِ أكبرا

كأنَّ  الليالي البيضَ  تأتيهِ  آنفاً

وشَمس الضحى والعيد والبدر أقمرا

تسامى  بهِ  الإِيمانُ  من كلِّ  جانبٍ

وأمسى  بفضلِ الحُبِّ  كالطفلِ  أطهرا

عليلاً   كما  لوكان  يُشفى  بنظــرةٍ

فيشقى  يُمَنِّي  النفسَ والعين منظرا

مُدَاناً بِجرمِ  الحُبِّ   يُقتادُ  عنوةً

فيسمو   إلى العليَاءِ  ماأن يُعَزَّرا

وَ إنَّي  على  الميثاقِ   والعهدِ  والهوى

محالاً بأن أرتابَ   فضلاً  لأنكرا

ولم أعرفِ  الخذلانَ  منذُ   طفولتي

وهيهات مِنّي اليوم أن    أتَغَيَّرا

هو العاشقُ  الولهانُ  والعشقُ  نِعمةٌ

مِنَ  اللهِ   إلٍا   أن تُصانَ   و تُشكَرا

هو الشَّاعرُ المَقتُولُ في الشِّعرِ  والهوى

نَصيبٌ من الأقدارِ  كان مُقَدَّرا

يقولون إنَّ العشق للمرء ذلَّةٌ

وإنَّي أرى المعشوق في العشق قيصرا

وإنَّي أرى المقتول في سُدَّة الهوى

شهيداً وبسم الحبِّ مات فكفِّرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمَّد سند الشمَّري

محمَّد سند الشمَّري

34

قصيدة

شاعر عربي من بغداد اكتب الشعر منذ نعومة أظافري..

المزيد عن محمَّد سند الشمَّري

أضف شرح او معلومة