عدد الابيات : 49
كفيلٌ بِك الهجرانُ أن تتغيِّرا
إذا ماأردتَ الحُبَّ من دونِ منَّةٍ
بهِ كلُّ ماتهواهُ من قلبِ عاشقٍ
إذا لامستهُ الرُّوحُ جنَّ جنونها
وإنْ فارقتهُ الروحُ قامَ قِيَامُها
فَدع عنكَ ماقد قيلَ واتركهُ جانباً
و إيَّاكَ أن ترتابَ في الحُبِّ رِيبةً
وماصحَّ يا مسكين أن تكتمَ الهوى
أ تبني لها ياصاح في القلبِ منزلاً
بعيداً كبُعدِ الشَّمسِ كان منالها
فإنَّ الَّذي ترجوهُ ليس بسانحٍ
وعذراً فانَّ الحبَّ ضاع مقدَّماً
كفى يافؤادي بل كفاك تحيِّرا
وعدنا وعاد الشوق من حيث ماانتهى
وما كان مَن تهواه إلَّا مقيَّداً
وعشقي لها بالأمس مازال قائماً
إذا واصلتني كنتُ فيها متيَّماً
ألا ياكثير النصح لستَ بناصحٍ
ودعني أطيل الحزن والحزن سلوتي
أيرضيك حالي في الهواء معلَّقاً
كما أنَّ عيشي في الحياةِ بدونها
و ناهيكَ أنَّي الييومُ صرتُ مُشوَّشاً
نَحَى في فُؤَادي والفُؤَادُ مُتَيَّماً
حَكَى رِيْعُ قَلبيْ أنَّ قَلبيْ تَفَطَّرا
ولمَّا رأَى شيماءَ صار مُتَيَّماً
وَ كَانت تغضَّ الطرفَ عنهُ وَ تَتَّقي
وَ قَاسى الفتى المفتونُ في الحبِّ قسْوةً
فيا صاح لا يغريكَ منّي فإنَّني
إليها صميمُ القَلبِ يخفقُ عاشقاً
عِرَاقيَّةُ العينين و الوجهُ يَافعٌ
رصافيَّةُ الأَحساسِ كرخيَّةُ الهوى
بِوجه كما بدر الزَّمَانِ بِحُسنِهِ
وَ قَدٍّ كَمَا عود القرنفُلِ مَائلٍ
إذا مال رِدفٌ أَردَفتهُ بِآخرٍ
بهِ حينَ يمشي ما بِردفِ غزالةٍ
لهُ ألفُ آهٍ في الفؤادِ صبابةً
رَبِيْعٌ مِنَ القدَّاحِ يَعبقُ ريحهُ
وطِيبٌ من النِّسْرِيْنِ ما انفَكَ عطرهُ
كأَنَّ الَّذِي تهواهُ يزدادُ قوَّةً
كأنَّ الليالي البيضَ تأتيهِ آنفاً
تسامى بهِ الإِيمانُ من كلِّ جانبٍ
عليلاً كما لوكان يُشفى بنظــرةٍ
مُدَاناً بِجرمِ الحُبِّ يُقتادُ عنوةً
وَ إنَّي على الميثاقِ والعهدِ والهوى
ولم أعرفِ الخذلانَ منذُ طفولتي
هو العاشقُ الولهانُ والعشقُ نِعمةٌ
هو الشَّاعرُ المَقتُولُ في الشِّعرِ والهوى
يقولون إنَّ العشق للمرء ذلَّةٌ
وإنَّي أرى المقتول في سُدَّة الهوى
34
قصيدة