إليكم نشرةُ الأنباء
عن الأحبابِ والأشلاء
 
عن الأطفالِ في (( غزّه ))
بلا مأوى .. بلا مأكلْ
 
يُقالُ بأنهم الفين
بل خمسونَ ألفا .. بل أكثرْ
 
يُقالُ بأنّ (( عبدَ الله ))
تجمّدَ جسمهُ على الدفترْ
 
وكانَ هناكَ في (( ديرِ البلحْ ))
يعلّقُ نجمَهُ الأحمر
 
على بابِ الصفوفِ الحلمِ
فأطفأهُ لهيبُ القَذفه
 
وفي (( الزيتونِ )) قد ماتتْ
عصافيرٌ على السطّحِ
 
وفي (( التفاحِ )) قد أُعدمْ
أملٌ .. كانَ يُنادي الفَجْر
 
و(( الشاطي )) .. بهِ ذكرى
لأمٍّ ماتتَ في السفرِ
 
وكانَ الطفلُ يبكيها
ويشربُ دمعَهُ العَطِرِ
 
وفي (( خانيونسَ )) الصامدْ
صغارٌ ذاقوا الغُصصه
 
هنا (( رفحٌ )) .. هنا الألمُ
طريقُ الجرحِ والندمُ
 
مخيمٌ ضاقَ باليُتمِ
كأنّ الحيَّ من عدمِ
 
وفي (( المغازي )) أغنيةٌ
تُغنّيها يدُ القَسَمِ
 
شهيدٌ يحملُ البسمه
وشهيدٌ يُقبّلُ العلمِ
 
وفي (( النصيراتِ )) طيفُ دمٍ
وفي (( البُريجِ )) قد انهدَمِ
 
وهذا حيُّ (( الشجاعيه ))
جريحُ الصمتِ والهَيبه
 
وفي (( جباليا )) تتلى
صلواتُ الموتِ والطيبه
 
كأنّ الطفلَ في كفّه
شهادةُ عزّ لا تُخْفَى
 
كأنّ الحيَّ مقبرةٌ
وفيها الروحُ مصلوبه
 
ولكنَّ البنادقَ لا
تُميتُ النورَ والحُرّه
 
وفي (( تلّ الهوا )) دمعٌ
على كتفِ الحكاياتِ
 
وفي (( الرمالِ )) أمنيةٌ
تُضيعُ بحفرةِ الآتي
 
وفي (( الشيخِ رضوانَ ))
تعالتْ زغرداتُ الثكلى
 
يقلنَ : "العزُّ في مَن ماتَ
ولم يخشَ المدافِعْ"
 
وفي (( الصفطاوي )) الأشلاءُ
تُرابٌ صارَ مصباحي
 
ومَنْ في (( غزةَ )) العليا؟
وفي السفلى؟ وفي الأعلى؟
 
سوى شعبٍ إذا انْفَجَرَتْ
قذائفُ خصمهِ .. صلى
 
وغطّى طفلَهُ بالحمدِ
وقالَ : "اللهُ ما أبقى"
 
فصارتْ (( غزةٌ )) وطنًا
تُرى الأرواحُ فيهِ تقى
 
وصارَ الطفلُ مِئذنةً
وصوتُ القصفِ تَكبيرا
 
فَسجّلْ هذه الأنشودةَ
وصُغْها من دمي جملا
 
ففي كلِّ الحواري نارْ
وفي كلِّ الزوايا أهلْ
 
وما ماتتْ (( حواري غزّه ))
ولكنْ عانقتْ أجملْ
 
مقامٍ للذي صبروا
وأعلَوا فوقنا الأجَلْ
 
هنا التاريخُ ينحني
إذا مرّوا على المِحْنَه
 
هنا أطفالُ غزّتنا
خُلقْنا كي نكوّنَ العِزة
 
 
 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

45

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة