عدد الابيات : 15
جميلٌ بوحُك المشبوبُ يا أَبَتي
ما بين آهاتِنا داءٌ وتمهيدُ
قد لامسَ الشعرُ من وجدٍ جوانحَنا
فاستشعرتْ خافقاتُ القلبِ تقييدُ
تئنّ أوطانُنا صمتًا بلا شَفَقٍ
كأنما الحرفُ في الآهاتِ توحيدُ
كأنما الدمعُ في الأحداقِ مرسلةٌ
تسري وتفضحُ ما أخفتْهُ تغريدُ
لا العيدُ عيدٌ، ولا الأفراحُ حاضرةٌ
ولا البهاءُ، ولا الآمالُ ممدودُ
تهنا، وسادتْ علينا كلّ نازلةٍ
كأننا في خضمّ الجرحِ موؤودُ
يا قارئَ الحزنِ في أحوالِ أمتِنا
الحرفُ حرقةُ محرومٍ ومكبودُ
هذي الخرائطُ لم تجمعْ لنا دمنا
ولا اصطفافٌ على نهجٍ وتأييدُ
ما بيننا خصمُنا يمضي بلا وجلٍ
ونحن نُؤخذُ من ضعفٍ ونُستَبدُ
فكيف نرقى، وظهرُ العزمِ منحنياً
وفي ضميرِ العلى ليلٌ وتسويدُ؟
لكنْ عزاؤكَ أنّ الشوقَ يجمعُنا
وأنّ في الصدقِ للتاريخِ تمجيدُ
فامضِ، وكُنْ شعلَةً لا تنطفي أبدًا
فالشعرُ إنْ صَدَقَتْ أصداؤهُ زيدُ
وسوف يبقى على الأيّامِ مرتفعًا
صوتُ الفدى، وعليهِ المجدُ مشيـدُ
إنّا على العهدِ إنْ ضاعتْ ملامحُنا
في القلبِ أمّتنا، والنبضُ تجديدُ
63
قصيدة