الديوان » نوح علي ذعوان » ممالك الشعر

عدد الابيات : 23

طباعة

أما في القلبِ لَحنٌ للطَرُوبِ

يُداعبُ خاطري بينَ الدُرُوبِ؟

أأنسى أنَّ لِلأحلامِ سِحراً

يُجمّلُ في القَصيدِ وفي الخُطوبِ؟

أأبقى في سُهادِ الليلِ وحدي

يُقاسِمُني الأسى من كلِّ صوبِ؟

دعِ الآهاتِ تَحتَ الصَّمتِ تُدفن

وَغَنِ لِلمُنى نَغماً يطِيبُ

وسِرْ في الدربِ وانثُرْ من حَنينٍ

زُهورَ الشِّعرِ في حُللٍ خَضيِبُ

فإِنَّ البَحرَ مَيدانٌ جَليلٌ

وفيهِ السِّحرُ للذَّوقِ الرَبيبِ

تَنقَّلْ في خَمائلِهِ رُوَيداً

ولا تَحْصِرْ هَوَاكَ على الكُرُوبِ

فقد نَصَحَ المُجَرَّبُ ذو بَصيره

وهلْ يُخْفى على الشعرِ اللبيبِ؟

أنا والشِّعرُ أرْواحٌ تَلاقَت

نسجنَا نغمها من كلِّ ثوبِ

إذا ضَحِكَ الفُؤادُ كتبتُ وُدّاً

وإنْ نَاحَتْ جَوانِحهُ أُجِيب

وإِنْ عَفَت الدُّنَا أثراً جَميلاً

كتبتُ الوَجْدَ من دَمعِ القَلِيبِ

فَأَسْطُرُ في الدُّجى بَوحَ المَنَاجي

وأُقْبِلُ في تواضع للحِبيبِ

أنا والشِّعرُ لا نَرْضى بِلَحْنٍ

يُشوّهُهُ التّكلفُ أو يَعيبُ

ولكنّا نُقِيمُ الوزنَ دومًا

بما يَسْمو عن اللحنِ الغَريبِ

ونَبْنِي من قَوافِينَا قُصُوراً

بِعَمدانٍ مِن الوصفِ العَجِيبِ

نُوشِّيها الجمالَ ونَرْسُمُ الفَنَّ

وفي أَركانِها سبكُ الأديبِ

فَتُبْهِرُ كلَّ مَن يَغْشى رُبَاها

وتُذْهِبُ عَنْهُ هَمَّ المُكْتَئِبِ

فَيا مَنْ يَسْتَمِدُّ الشِّعرَ وِدّاً

تَمَهَّلْ في الرُّبَى ولا تَغِيب

فَفي الأبياتِ أرواحٌ تَهَامَت

تُناجيكَ المعاني في القُلُوبِ

وَإِنْ ضَاعَ الجَمَالُ بِعَصْرِ قَوْمٍ

فَفِي الشُّعَراءِ يُولَدُ كُلُّ طِيبِ

فَدَعْني في مَمَالِكِهِ أُحَلِّقْ

أُجَاذِبُ نَجْمَهُ بِيَدِ الرَّقِيبِ

أُقَلِّبُ فِكْرَتي في كلِّ بَيْتٍ

وأَسْبُرُ لُجَّةَ البَحْرِ الرَّحِيبِ

فَإنْ مِتُّ القصائدُ لي رثاءٌ

وإِنْ عِشْتُ استمرَّتْ في الخصوب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

70

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة